من بين أيام شهر مارس/ آذار، اختارت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) فى دورتها الثلاثين المنعقدة فى باريس عام 1999 يوم الحادى والعشرين ليكون يوماً عالمياً للاحتفاء بالشعر، والذى يواكب فى الوقت ذاته أعياد الربيع لدى الأكراد وسكان وسط آسيا وإيران. فى إطار الاحتفال باليوم العالمى للشعر، استضافت المنامة، العاصمة البحرينية شعراء محليين وعرب من سورية، وفلسطين، ومصر، فى إطار قافلة تحمل اسم "خرائط شعر"، انطلقت فى حافلتين برفقة 12 شاعراً شاباً، تتنوع أعمالهم ما بين القصائد العموديّة، النّبطيّة، قصائد النّثر، التّفعيلة وغيرها، نحو 12 موقعاً مختلفاً ما بين مقاهٍ شعبيّة، مجمّعات تجاريّة، أسواق، بيوت ثقافيّة ومواقع تراثية مثل قلعة البحرين وقلعة الشيخ سلمان فى الرّفاع ودوحة عواد فى مدينة المحرّق فى دوحة عراد، حيث قرأ الشعراء نصوصهم على خلفيات موسيقية. فى الوقت نفسه، أقام ملتقى ضفاف الثقافى فى منطقة الخالدية بالكويت احتفالية شعرية نسائية، بمقر الجمعية الثقافية النسائية، قام بتنسيقها نادى حافظ الصحفى بالقبس وأحد الأعضاء المؤسسين للملتقى، حيث شاركت من داخل الكويت الشاعرات: حنان عبد القادر ومريم فضل، وندى الأحمد، وهدى أشكناني، ومن خارج الكويت عبر الإنترنت شاعرات من مصر والعراق وفرنسا والمغرب العربي. وفى الإطار نفسه، تبدأ اليوم مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعرى مهرجان ربيع الشعر العربى فى دورته السابعة، التى تحمل اسم الشاعر الكويتى محمد الفايز والشاعر تستمر فاعليات الدورة حتى بعد غد على مسرح مكتبة البابطين المركزية، بمشاركة شعراء ومثقفين وإعلاميين من داخل الكويت وخارجها. وتعد مؤسسة البابطين واحدة من المؤسسات الثقافية المهتمة بالشعر عبر مسابقتها الشهيرة، التى تتم تحت رعاية رئيس مجلس إدارتها الشاعر عبدالعزيز البابطين - الذى شارك مؤخراً فى أمسية الاحتفال بربيع الشعر التى احتضنتها دار الأوبرا المصرية-، والذى يستعد مع فريق عمله للإعداد للاحتفال باليوبيل الفضى للمؤسسة فى أكتوبر المقبل فى فاس بالمغرب، التى شهدت انعقاد الدورة الأولى قبل 25 عاماً، ويقول عبد العزيز البابطين فى تقييمه لما قامت به البابطين: "نجحت المؤسسة فى إصدار معجمها الفريد عن الشعراء العرب المعاصرين (1991)، إذ بلغ مجموع ما تم حصره من سير ذاتية ونماذج شعرية نحو1646 شاعر معاصر، وستشارك النسخة المعدلة من المعجم فى معرض الإسكندرية بزيادة حوالى 800 – 900 شاعر، فضلاً عن معجم شعراء العربية فى القرنين التاسع عشر والعشرين، وقد تم البدء فى تنفيذه عام 2005. كما قمنا بعمل أكثر من 460 دورة تدريبية للشباب فى مهارات اللغة العربية وأوزان الشعر فى جميع أنحاء العالم، لتمكين اللغة العربية". وأكد البابطين أن الشعر العربى يمر بأزمة منذ منتصف القرن الماضي، بتدخل الأجانب فى محاولة لهدم الشعر العربي، ولكن ظهور مؤسسات العويس، وسعاد الصباح، والبابطين، والملك فيصل، وشومان، ويمانى أسهمت فى محاولة إقالة الشعر العربى من عثرته، وأعرب البابطين عن تفاؤله بعودة الشعر والثقافة إلى الحياة اليومية العربية، وخاصة مع الاهتمام بدعم مشروعات ثقافية مثل: مركز البابطين للمخطوطات، والذى §يتم بالتعاون مع جامعة الإسكندرية، بهدف إحياء تراث شعراء رحلوا قبل ألف سنة عبر تحقيق عشرات الكتب".