14 سفينة متنوعة تغادر ميناء دمياط    الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مبنى عسكري لحزب الله في منطقة يارون وإزالة تهديد في منطقة العمرة جنوبي لبنان    روسيا تعلن السيطرة على بلدة جديدة في جنوب أوكرانيا    وفاة لبنانية أصيبت في غارة إسرائيلية قبل أيام على جنوب لبنان    التشكيل الرسمي لمباراة هولندا وبولندا في يورو 2024    بايرن ميونخ يحصن نجمه الشاب بعقد طويل الأمد    يوفنتوس يستهدف ضم منبوذ تين هاج    وفاة 14 حاجا أردنيا وفقدان 17 آخرين خلال أداء مناسك الحج    بمناسبة عيد الأضحى.. الداخلية تقيم احتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح وتفرج بالعفو عن 4199 نزيلا    مباحث البحيرة تكثف جهودها لكشف غموض العثور على جثة شاب في ترعة بالبحيرة    سباق أفلام عيد الأضحى.. ولاد رزق- القاضية يسيطر على صدارة شباك التذاكر ب29 مليون جنيه    الرى: عمل التدابير اللازمة لضمان استقرار مناسيب المياه بترعة النوبارية    ذبح 60 رأس ماشية للأسر الأولى بالرعاية في المنيا    ضبط 290 قضية مخدرات خلال 24 ساعة    شروط القبول في برنامج إعداد معلمي تكنولوجيا والتعلم الرقمي بجامعة القاهرة    أنغام تلتقي الجمهور الكويتي ثاني أيام عيد الأضحى    "قصور الثقافة": فعاليات مكثفة للاحتفال بعيد الأضحى    طريقة حفظ لحوم الأضاحي وتجنب تلفها    وكيل «صحة الشرقية» يفاجئ العاملين بمركز الحسينية ويجازي مفتشي ومشرفي التغذية    مشايخ القبائل والعواقل والفلسطينيين يهنئون محافظ شمال سيناء بعيد الأضحى المبارك    أجهزة الأمن تؤمن احتفالات المواطنين بالعيد على نهر النيل والمراكب النيلية    القبض على عصابة الشرطة المزيفة في الشيخ زايد    وفاة سيدة مصرية أثناء أداء مناسك الحج    "ابني متظلمش".. مدرب الأهلي السابق يوجه رسالة للشناوي ويحذر من شوبير    رئيس الأسقفية يهنئ الرئيس السيسي وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    «التخطيط»: تنفيذ 361 مشروعا تنمويا في الغربية بتكلفة 3.6 مليار جنيه    سباليتي يضع خطة مقاومة إسبانيا    خبير تغذية يقدم نصائح لتناول لحوم عيد الأضحى دون أضرار    3 فئات ممنوعة من تناول الكبدة في عيد الأضحى.. تحذير خطير لمرضى القلب    بالتفاصيل مرور إشرافي مكثف لصحة البحر الأحمر تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك    شاعر القبيلة مات والبرج العاجى سقط    ماذا يفعل الزمالك في الأعياد قبل مواجهة المصري البورسعيدي ؟    ريهام سعيد: «محمد هنيدي اتقدملي ووالدتي رفضته لهذا السبب»    إيرادات Inside Out 2 ترتفع إلى 133 مليون دولار في دور العرض    أدعية وأذكار عيد الأضحى 2024.. تكبير وتهنئة    رئيس دمياط الجديدة: 1500 رجل أعمال طلبوا الحصول على فرص استثمارية متنوعة    محادثات أمريكية يابانية بشأن سبل تعزيز الردع الموسع    كرة سلة.. قائمة منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024    مع أهالي عين شمس..أحمد العوضي يذبح الأضحية في أول يوم عيد الأضحى (فيديو)    خالد النبوي يظهر مع العُمال في العيد ويُعلق: «أسيادنا الخادمين» (صورة)    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 16 يونيو 2024    أخبار الأهلي: لجنة التخطيط تفاجئ كولر بسبب ديانج    لواء إسرائيلي متقاعد: الحرب في غزة فقدت غايتها    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    بالصور.. اصطفاف الأطفال والكبار أمام محلات الجزارة لشراء اللحوم ومشاهدة الأضحية    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    ارتفاع تأخيرات القطارات على معظم الخطوط في أول أيام عيد الأضحى    فصل لربك وانحر.. فرحة عيد الأضحى بمجزر البساتين.. فيديو    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد ناصر الكبير    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    الأوقاف الإسلامية بالقدس: 40 ألف فلسطيني أدوا صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    ما هي السنن التي يستحب فعلها قبل صلاة العيد؟.. الإفتاء تُجيب    محافظ بني سويف يؤدي شعائر صلاة عيد الأضحى بساحة مسجد عمر بن عبدالعزيز    لإنقاذ فرنسا، هولاند "يفاجئ" الرأي العام بترشحه للانتخابات البرلمانية في سابقة تاريخية    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قاموس الرشاوى
إكرامية.. هدية.. مجاملة.. عمولة.. مسميات تساعد فى انتشار الظاهرة
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 03 - 2014

انجز .. مشى أمورك.. خليك ناصح.. مبررات نقنع بها أنفسنا لنحلل »الرشوة«.. قد يحاول البعض المقاومة.. أنا مش هارشى حد.. الرشوة حرام.. قليلاً ما تنجح المحاولة.. وإذا نجحت مرة .. لن تنجح مرات.. المعاناة شديدة.. والتجربة مؤلمة..
هناك من يتعامل مع الرشوة على أنها أمر واقع ورغم كرهه يلجأ لها.. أما المرتشى فينظر لها على أنها «إكرامية» وبمرور الوقت تصبح حقاً مكتسباً.. حتى من يعرف أنه يرتكب جريمة يحلل لنفسه ويخلق الأعذار .. الأشكال مختلفة والمسميات فى قاموس الرشاوى متعددة، ولكن النتيجة واحدة.. تعطل المصالح وانتشار الفساد.
ذهبت الدكتورة الجامعية بصيدلة القاهرة لترخيص سيارتها بمرور فيصل.. ترددت كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة.. تجاربها السابقة غير مشجعة.. آخر مرة رخصت السيارة قبل 2011.. هناك ثورتان قامتا خلال هذه المدة ولابد أن الأوضاع تغيرت.. فور وصولها للمرور ابتسمت وعلا التفاؤل ملامح وجهها، فقد استقبلتها اللافتة الكبيرة فى مدخل المرور »الراشى والمرتشى فى النار«.. دخلت بحماس لإنجاز مهمتها البسيطة.. مرت 4 ساعات قبل أن تغادر الوحدة وتقع عيناها على اللافتة فى المدخل لتخرج الأستاذة الجامعية عن وقارها وحروف الكلمات تتسارع إلى شفتيها فتتشابك مع بعضها البعض وتخرج جملا غاضبة معظمها غير مفهوم، وتقول بصوت أقرب إلى الصراخ: إحنا عمرنا ما هنتغير.. لأ إحنا اتغيرنا فعلاً ولكن للأسوأ! وأقسمت أنها لإنجاز حقها كمواطنة فى ترخيص سيارتها دفعت فى هذا اليوم »إكراميات« ل 5 أشخاص وهى واثقة أنهم »مربطين« مع بعض.. ولكن والكلام لايزال على لسانها هين قرشك ولا تهين نفسك وأنا مش حمل البهدلة فى السن ده.
رشوة جنسية
الوقائع كثيرة ومتعددة وتبدأ من كوب الشاى والسيجارة، وتصل إلى ملايين الجنيهات كما فى واقعة محاولة رشوة رئيس مباحث شبرا بمبلغ 2 مليون جنيه لتسهيل التنقيب عن الآثار وتهريبها، وأحياناً تكون الرشوة جنسية كما فى واقعة دكتور تجارة طنطا الذى حكم عليه بالحبس سنة لمحاولته التودد لطالبة مقابل تسهيل نجاحها.
إتجار بالوظيفة
يقول الدكتور أحمد سعد أستاذ القانون المدنى الأصل فى عقوبة الرشوة الحبس من 7 إلى 15 سنة، والرشوة فى القانون هى الإتجار بالوظيفة العامة لتقديم خدمات مشروعة أو غير مشروعة إلى الشخص الراشى مقابل عطية نقدية أو عينية، وهى نوع من استغلال النفوذ، وتقتصر على الموظف العام، ولا يشترط أن تكون الرشوة بمقابل مادى فمحكمة النقض قررت أن اللذة الجنسية هى نوع من الرشوة يتوافر بشأنها أركان جريمة الرشوة.
العفو عن الراشي
ويوضح الخبير القانونى أن المشرع قرر فى المادة 107 مكرر من قانون العقوبات أن الراشى إذا أخبر السلطات بموضوع الرشوة يعفى من العقاب رغم أنه شريك فى الجريمة، لأنه يريد أن يقول للمرتشى ويحذره »قد تكون أنت وحدك المتهم فى الجريمة وسيعفى الراشى من العقاب«، وهو ما يحقق غرضين الأول: يعيد تذكير المتهم مرة أخرى بعدم قبول الرشوة، والثانى أن الراشى فى أغلب الأحوال سيعلن السلطات عن هذه الجريمة.
ويضيف الدكتور سعد أن الرشوة قد تتحول من جناية إلى جنحة إذا كانت قيمتها لا تتجاوز مبلغ 500 جنيه فيما يعرف بتجنيح الجناية، أما ضخامة المبلغ فلا يغير من طبيعة الجناية، وتكون السلطة تقديرية للقاضى فضخامة المبلغ تعبر عن المشروع الإجرامى الذى يرتكبه المرتشي، وتصميمه على الحصول على أقصى فائدة، وهو ما تضعه السلطة فى الاعتبار.
عرف فاسد
ويؤكد أستاذ القانون أن الرشوة بهذا المعنى تعبر عن الفساد المالى والإدارى لجهاز الدولة، ولا يبرر هذا أنها أصبحت عرف لتقديم الخدمات، لأنه فى لغة القانون يعتبر عرف فاسد، وتظل الجريمة قائمة مهما قيل فى تبريرها من أنها مجاملة أو هدية أو مكافأة مقابل خدمة قام بتقديمها، ولها بعد سياسى متعلق بفساد الجهاز الإدارى للدولة.
شطارة وليست سرقة
الدكتورة هالة منصور عالمة الإجتماع ترى أن المواطن المصرى لديه مفاهيم كثيرة «ملخبطة» تجعله يرى التزويغ من الشغل شطارة وليس سرقة، وبنفس المنطق يتعامل مع الرشوة على أنها »هدية« أو «مجاملة»، فالمجتمع بدلاً من أن يرفض الرشوة على العكس قام بتقنينها وأطلق عليها مسميات يستطيع تقبلها مثل »عمولة« أو«كومشن».
حق مكتسب
وتشرح عالمة الإجتماع: »جزء من العاملين فى القطاع الحكومى من أصحاب الأجور البسيطة يعتبر الرشوة جزءا من مرتبه، ويتعامل معها على أنها حق مكتسب من الممكن أن يثور ويتشاجر للحصول عليها!، ويعطل الخدمة بطريقة فيها ابتزاز للحصول على الرشوة، وأحياناً تقترن الرشوة بالسرقة، ويتقاضى الموظف مبلغا من المال دون أن يؤدى الخدمة«.
عامل البوفيه
وتضيف الدكتورة هالة: »هناك منهج مشهور يتم اللجوء له وهو منهج »عامل البوفيه« الذى يتم اللجوء له فى أى جهة حكومية لتخليص المصالح، لأنه بحكم طبيعة عمله يعرف جميع الموظفين ويدرك جيداً من يأخذ رشوة وقيمتها، ومن لا يأخذ، فهو الأقدر على تخليص المصلحة بأقل مجهود ولكن بالطبع هناك مقابل«.
تفعيل الدين
وتلفت إلى نقطة مهمة تتعلق بسلوك الرقيب فى العديد من الجهات الحكومية والذى يشارك فى أحيان كثيرة فى الرشوة مقابل تستره عليها أو تسهيل المهمة، ولتغيير هذا السلوك ترى عالمة الإجتماع ضرورة تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية، لافتة إلى أن تغيير الأسماء مثل الرشوة إلى »إكرامية« أو »هدية« وغيرها يجعلنا نتقبلها، فلابد من إعادة صياغة مفاهيم وإدراك المجتمع، وتفعيل الدين من خلال الأزهر والكنيسة لترسيخ مفهوم الدين المعاملة لنرتقى بمعاملاتنا وأخلاقياتنا، وأيضاً تفعيل القانون بحزم فى قضايا الرشوة، وإعادة صياغة الثقافة الأمنية لتكون الشرطة من أدوات الشعب تتفاعل مع بلاغات المواطنين بجدية وتستجيب لها وتحمى المواطن وسريته عند إبلاغه عن قضية فساد أو تقديمه لشكوي«.
الذكى والسطحي
الدكتور يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة يرى أن الراشى شخص يستغل ذكاءه فى التحايل على القانون وتلبية احتياجاته دون مراعاة »الحلال والحرام«، فكل ما يشغله هو إنجاز المهمة التى يرغب فى أدائها ويلجأ فى سبيل ذلك لأى طريقة مشروعة أو غير مشروعة.
أما المرتشى من وجهة نظر الطب النفسى فهو شخصية هوائية سطحية تميل إلى الحصول على المكسب بدون تعب ولا يعترف بقيم أو أخلاق أو مباديء ولديه شيء من الأنانية ويريد دائماً أن يحصل على كل شيء.
ويرى الدكتور يسرى أن قبول الرشوة أو تقديمها لا يرتبط بالظروف المحيطة ولكنه مرتبط بشخصية الإنسان ومدى تساهله أو تشدده فى مبادئه وقيمه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.