مازال الغموض يكتنف مصير الطائرة الماليزية المفقودة منذ 12 يوما دون ان يعثر لها على اثر حتى الآن فى واحدة من اكثر حوادث الطيران العالمى غموضا خلال القرن الحالي.. حادث اختفاء الطائرة «اللغز» من على شاشات الرادار فوق بحر الصين الجنوبى وهى تحلق على ارتفاع 35 الف قدم بعد ساعة فقط من اقلاعها وعلى متنها 239 راكبا خلال رحلتها من كوالالمبور الى العاصمة الصينيةبكين اثار العديد من التساؤلات حول اسباب اختفائها.. وفى مقدمة هذه التساؤلات.. هل يمكن ان تختفى طائرة من احدث طرازات الطائرات «بوينج 777» الامريكية من على شاشات الرادار فجأة دون العثور على أثر لها حتى الآن!! فكيف يرى خبراء حوادث الطائرات لغز الطائرة الماليزية؟ الطيار ايمن المقدم رئيس الادارة المركزية لتحقيق وتحليل الحوادث بوزارة الطيران المدنى المصرى يؤكد ان اختفاء الطائرة الماليزية يمثل بالفعل لغزا امام جهات التحقيق بل وفرق البحث والانقاذ نظرا لعدم توافر اية معطيات امامها فى العثور وعلى الطائرة أو حتى حطامها، حتى الصندوقين البرتقالين اللذين نطلق عليهما بالصندوقين الاسودين اللذين يسهمان فى كشف غموض اى حادث امام جهات التحقيق لان الاول يكشف التسجيلات الصوتية داخل كابينة قيادة الطائرة والثانى يسجل كافة البيانات الخاصة بالطائرة والاجهزة والاتجاهات والسرعة وامورا اخرى فنية والذى قد يوفر معلومات حول اسباب الحادث ويصل حجم التسجيل فى الطائرات الحديثة ما يقارب 90 دقيقة.. وعن عدم التقاط اشارات من جهاز «الايكر» وهو عبارة عن جهاز يرسل اشارات يحدد على اثرها الموقع الخاص بالطائرة أو الحطام وتلتقطها سفن وطائرات البحث والانقاذ والتى وصلت الى نحو 25 دولة فى هذا الحادث، قال ان هذا امر يثير الغموض اكثر، فالغريب انه لم يتم حتى الآن التقاط اى إشارات حتى الآن بالنسبة للطائرة.. ومن العوامل «الشائعة» لحوادث الطائرات، كما يقول خبراء التحقيق.. الطقس السيئ وأخطاء طاقم القيادة والحالة الفنية للطائرة، وكذلك تعرضها للاختطاف أو تفجيرها بعمل إرهابي! ولكن التقارير بالنسبة للطائرة الماليزية تزيد من غموض الحادث اذ إنها كلها كانت طبيعية الى ان اختفت الطائرة مما يزيد الحادث غموضا. ولكن كيف اختفت الطائرة من على شاشات الرادار؟.. بحسب خبراء المراقبة الجوية فإن أنظمة الرادار هى جزء لا يتجزأ من عملية رصد الطائرات ومواقعها فى الجو - كما يقول الكابتن ايهاب محيى الدين رئيس شركة الملاحة الجوية وكبير ضباط المراقبة الجوية - حيث تقوم محطات الرادار بإرسال إشارات تلتقطها الطائرات ثم ترسلها مرة أخرى الى الأرض، وهناك ايضا اماكن غير مغطاة راداريا مثل المحيطات والصحارى والاماكن ذات المساحات الواسعة، وبالتالى فإن الطائرات تختفى من الرادار مؤقتا وتغطى عن طريق نظام الاستطلاع التلقائى للأقمار الصناعية عن طريق جهاز بالطائرة يرسل الاشارات للاقمار الصناعية لتحديد موقع الطائرة ويتم ارساله للمراقبة الجوية مثل البريد الالكتروني، ورغم انهم يؤكدون ان اختفاء طائرة حديثة فجأة أمر شديد الصعوبة فى ظل التطور التكنولوجى فى نظم المراقبة الجوية وأنظمة الملاحة بالطائرات الحديثة، ولكن هذا الاختفاء وارد نتيجة اية ظواهر سيئة قد تؤثر على الاشارات المرسلة من الطائرة للمحطات الارضية أو تشويش متعمد. والى ان يتم العثور على الطائرة المفقودة او حتى حطامها ستظل الطائرة الماليزية لغزا فى حوادث عالم الطيران خلال القرن الحادى والعشرين، وسيحتاج الامر الى وقت طويل جدا من البحث والتحليل والتحقيقات للوصول الى الاسباب الحقيقية وراء هذا الحادث الأغرب فى حوادث الطيران فى العالم!