يعتبر الغذاء الذى تتوافر فيه العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم فى تكوين أعضاء واكتمال وظائفه هو الدعامة الأساسية لتكوين الجنين ووقايته من الإصابات المرضية والتشوهات،. وتزداد حاجة الحامل إلى العناصر الغذائية، وبخاصة خلال أشهر الحمل من الرابع إلى التاسع ويساعد اكتمال العناصر التى تستمدها الحامل من الغذاء فى نمو الجنين وتطوره من مرحلة الى أخرى وبناء وظائف أعضائه ونشاط الأجهزة المناعية التى تقيه من الأمراض وهو جنين ثم بعد ولادته، وتساعد ايضا فى التغذية السليمة المتكاملة للحامل وفى وقاية الجنين من التشوهات والإصابة بالأمراض. وفى تحقيق نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية إشارة الى دراسة أجريت فى إنجلترا تفيد بأن كثيرا من الأمراض التى تصيب الإنسان فى مختلف سنوات عمره، مثل السمنة وأمراض السكر والقلب والشرايين وارتفاع كوليسترول الدم وسرطان الثدى وإصابات فى المخ، قد تمتد جذورها إلى مرحلة تكوين الجنين، حيث تشير نتائج هذه الدراسة الى أن نقص العناصر الغذائية خلال شهور الحمل، وبخاصة الأشهر الثلاثة الأولى، قد يكون سببا من أسباب الإصابة بمرض أو أكثر من هذه الأمراض خلال سنوات عمره. ويعتبر سماع الحامل للموسيقى الكلاسيكية الهادئة من العوامل التى تؤثر تأثيرا إيجابيا فى تكوين الجنين وسلامته، وفى هذا الصدد صدر كتاب فى أمريكا عن أثر موسيقى موتسارت فى صحة الإنسان البدنية والنفسية والعقلية بوجه عام، وفى تكوين الجنين وسلامته وصحته بوجه الخصوص، حيث أشار الكتاب إلى دراسات أجريت فى كاليفورنيا أظهرت أن موسيقى موتسارت هى الأكثر تأثيرا، حيث تتميز بالبساطة والجاذبية السمعية والصفاء،كما يشير الكتاب إلى أن والد موتسارت كان عازفا بارعا لآلة الكمان التى كانت الأنغام تنساب منها إلى أذن زوجته وهى حامل لابنها، وكان لهذه الأنغام أبلغ الأثر فى التكوين العصبى والوجدانى لموتسارت، كما كانت أمة تغنى له خلال أشهر الحمل أجمل الأغانى التى كان لها دور فى ولعه بالموسيقى ونبوغه المبكر فيها، ويوضح الكتاب أن الجنين يستطيع تمييز الأصوات والنغمات الموسيقية من الشهرين الثالث والرابع، وهذا يتفق مع اكتشافات علماء الأجنة بأن الأذن هى أول عضو يتخلق فى الجنين، وفى القرآن الكريم إشارة إلى ذلك، حيث قدم السمع على البصر «إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجلعناه سميعا بصيرا» 2 الإنسان. ولقد بينت نتائج دراسات عديدة على الأجنة ان سماع الجنين لموسيقى موتسارت يؤدى إلى تهدئة ملحوظة فى ضربات قلبه، على عكس الموسيقى الصاخبة التى تسبب زيادة فى ضرباته، وتفيد دراسة أخرى بأن الحامل والجنين يتأثران تأثرا إيجابيا لسماع موسيقى موتسارت حيث تساعد فى ولادة أطفال متميزين بمعدلات طبيعية فى أوزانهم وسلامة صحتهم، كما تساعد الموسيقى فى سلامة الأم من الأمراض. وبينت المتابعات الطبية أن الجنين يتأثر تأثرا ايجابيا أو سلبيا بأصوات أفراد حول أمه وانفعالاتهم، حيث ينزعج الجنين وتضطرب وظائف أعضائه اذا شاهدت الأم أفلام الجريمة والعنف أو سمعت موسيقى صاخبة أو أصواتا مزعجة، وعلى العكس فإن سماع الجنين للموسيقى الهادئة يؤدى الى تغيرات هرمونية فى جسمه من شأنها وقايته من الأمراض العصبية والنفسية، كما تساعد فى وقايته من عيوب النطق والعجز فى التعلم واكتساب المعرفة والمهارات عندما يخرج إلى النور، كما دلت بعض البحوث على انخفاض نسبة التشوهات الجنينية، ورفع مستوى الذكاء والإبداع والتحصيل الذهنى فى حالة سماع الموسيقى الهادئة. وعن العوامل التى قد تسبب حدوث تشوهات وأمراض جنينية، أفادت دراسات حديثة بأن أخطرها تلوث الهواء والماء والغذاء، وإصابة الحامل بأمراض، مثل الحصبة الألمانية والإيدز وشلل الأطفال والجديرى والزهرى والدرن، وأمراض سوء التغذية، وبخاصة نقص فيتامينات «أ» و«د» وحمض الفوليك، ونقص المعادن مثل الزنك والكالسيوم والحديد، وتشمل المؤثرات السلبية تعاطى الكحوليات والمخدرات والتدخين الإيجابى والسلبى، وتناول نوعيات من الأدوية والأعشاب، وبخاصة خلال الاشهر الثلاثة الأولي من الحمل. ونأمل أن تقوم وزارتا الصحة والثقافة بإصدار كتيبات للتوعية الجماهيرية بالعوامل المؤثرة إيجابا وسلبا فى تكوين الجنين وصحته، وإنشاء مراكز خاصة لتوعية الأمهات بالإجراءات اللازمة لتجنب الإصابة بتشوهات الأجنة وأمراضها، وأمراض الطفولة بوجه خاص وأمراض الإنسان فى سائر مراحل حياته بوجه عام، كما تقدم هذه المراكز إرشادات تستهدف سلامة الحمل والحامل والجنين. د.عزالدين الدنشارى