ونحن نحتفل ب «عيد الأم» فى الحادى والعشرين من شهر مارس كل عام، أحب ويجب أن أقدم معكم المحبة والتقدير والشكر والعرفان لمصرنا الخالدة التى هى «أم الدنيا»، وأيضا لكل أم فى مصرنا الغالية، وفى كل العالم على مدى الزمان فتحية قلبية مخلصة وصادقة ودائمة لكل أم فى مصر والعالم، وتحية خاصة إلى روح أمى- رحمها الله - على كل ما قدمته لأبنائها ولأسرتها ولوطنها من حب وجهد ورعاية وتشجيع وتعليم لتكون حياتنا جميعا أفضل وأجمل، وكل عام وكل الأمهات متمتعات وكل من يحبهن بالصحة والسعادة والأفراح باذن الله. وبعد هذه التهنئة الواجبة؛ فإننى أحب ويجب أن أعترض على هذه المهرجانات والمسابقات التى تقيمها بعض الهيئات سنويا لاختيار من يسمونها «الأم المثالية»؟! وأهم أسباب اعتراضى ورفضى هذه المسابقات والمهرجانات هى: أولا: إيمانى القوى بأن كل أم فى العالم هى «أم مثالية»، يكفى أنها باذن الله وعونه قد فتحت لأبنائها باب المجىء إلى هذه الدنيا، فليس فى العالم - فى كل مكان - وعلى مدى الأزمان ابن لم تنجبه أم تحبه وترعاه قبل وبعد أن يولد. ثانيا: لأن الكثيرات من الأمهات لا يعرفن بهذه المسابقات فلا يشتركن فيها، أو يعرفن ولا يشتركن؛ لإيمانهن بأنهن يقدمن ما يجب عليهن، فلا يهمهن فى كثير أو قليل أن يأخذن مقابلا لما قدمنه، فالأم هى الوحيدة فى الدنيا التى تحب أطفالها وتعطيهم كل جهدها، بل وحياتها دون أن تنتظر مقابلا أو شكورا. ثالثا: الأمهات المثاليات والبطلات حقا؛ هن أمهات ذوى الاحتياجات الخاصة، فهن اللواتى يحتملن من الآلام والأحزان والمصاعب والمتاعب أكثر بكثير مما تحتمله الأمهات الأخريات. وهن اللاتى يبذلن ويقدمن من الحب والجهد والعطاء أضعاف ما تبذله وتقدمه غيرهن من الأمهات.. ولذلك أطالب كل المسئولين عن مسابقات واحتفالات «عيد الأم» بتكريم ورعاية ومساعدة كل أم بطلة أعطاها الله ابنا أو بنتا من ذوى الاحتياجات الخاصة، فانهن حقا الأمهات المثاليات والبطلات اللواتى يستحققن كل التكريم والتشجيع والمساعدة والرعاية، بعيدا عن مسابقات ومهرجانات الأمهات المثاليات، والتى لا تخلو غالبا من التوصيات والمجاملات؟!