وسط مخاوف الخروج المبكر من رحلة الدفاع عن اللقب وشبح الهزائم الثقيلة, يرفع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد الأسباني راية التحدي في مواجهة البريق الكتالوني عندما يحل الريال ضيفا علي برشلونة اليوم علي استاد كامب نو بمدينة برشلونة في إياب دور الثمانية لبطولة كأس ملك أسبانيا. وعلي مدار الموسمين الماضي والحالي عاني مورينيو, صاحب الشهرة الطاغية كأفضل مدرب في العالم علي مدار العقد الأخير, الأمرين في مباريات القمة الكلاسيكو أمام برشلونة صائد الألقاب والبطولات. وخلال تسع مباريات كلاسيكو خاضها مورينيو مع الريال منذ أن تولي تدريب الفريق في صيف2010, لم يحقق مورينيو سوي فوز وحيد وكان في المباراة النهائية لمسابقة كأس ملك أسبانيا في الموسم الماضي. وبخلاف ذلك كان الفوز حليفا لبرشلونة في خمس مباريات مقابل ثلاثة تعادلات بين الفريقين. وأصبح مورينيو بحاجة إلي تغيير هذا السجل السيئ في مباريات الكلاسيكو من خلال الكلاسيكو العاشر له أمام برشلونة غدا في إياب دور الثمانية لكأس أسبانيا. وانتهت مباراة الذهاب بين الفريقين يوم الأربعاء الماضي بفوز ثمين1/2 لبرشلونة علي الريال في عقر داره باستاد سانتياجو برنابيو مما يجعل ريال مدريد أمام لقاء حياة أو موت علي استاد كامب نو ببرشلونة حيث يحتاج الفريق للفوز بفارق هدفين أو الخروج صفر اليدين مبكرا من رحلة الدفاع عن لقبه في الكأس علما بأنه اللقب الوحيد الذي حققه مورينيو مع الفريق حتي الآن. وبينما يتقدم الريال علي برشلونة بفارق خمس نقاط في صدارة الدوري الأسباني, يبدو الفريق الكتالوني هو الأقرب للعبور إلي المربع الذهبي خاصة وأنه لم يخسر أي مباراة كلاسيكو علي ملعبه منذ أن تولي جوسيب جوارديولا تدريب الفريق في عام2008. وإذا كان برشلونة قد نجح في حسم الكلاسيكو الأول في عام2012 لصالحه بالفوز علي الريال يوم الأربعاء الماضي فإن عبوره من مباراة اليوم إلي المربع الذهبي سيضع له قدما علي منصة التتويج بأول لقب له هذا العام خاصة وأنه سيتخلص من منافسه الأقوي والأبرز. ويواجه مورينيو اختبارا صعبا للغاية حيث يحتاج إلي الضغط الهجومي علي برشلونة من أجل تحقيق النتيجة الكافية لتأهله ولكن شبح الهزيمة صفر/5 أمام برشلونة في أول كلاسيكو له ما زال يؤرق المدرب البرتغالي منذ هذه الهزيمة في الدور الأول من الدوري الأسباني بالموسم الماضي. كما يتذكر مورينيو جيدا أن فريقه بادر بالتسجيل في آخر مباراتين مع برشلونة وذلك في الدوري الأسباني الشهر الماضي ثم في الكأس يوم الأربعاء الماضي ولكن الفريق الكتالوني نجح في تحويل تأخره إلي فوز ثمين1/3 و1/2 في المباراتين علي الترتيب. وفي المقابل, يرغب برشلونة في تأكيد تفوقه علي الريال والعبور للمربع الذهبي حتي يهدم المعبد الأبيض مجددا. وبينما أكد جوارديولا أن فريقه لم يعد لديه أي مجال لإهدار مزيد من النقاط في الدوري الأسباني بعدما انتهي الدور الأول في المسابقة بتفوق الريال بفارق خمس نقاط, لن يكون أمام الريال سوي فرصة وحيدة للبقاء في مسابقة الكأس وهي الفوز بفارق هدفين علي الأقل في مباراة اليوم. وكانت مباراة الفريقين يوم الأربعاء الماضي هي الكلاسيكو الخامس بين الفريقين في البرنابيو منذ أن تولي مورينيو مسئولية الفريق ليصبح أول مدرب في تاريخ الريال يفشل في تحقيق الفوز لخمس مباريات كلاسيكو متتالية في ملعبه. ورغم ذلك, ما زالت الفرصة سانحة أمام مورينيو لحفظ ماء الوجه والثأر من جوارديولا بالفوز في مباراة اليوم والعبور للمربع الذهبي. وبينما كان اختيار التشكيل هو أهم ما أزعج مورينيو في مبارياته السابقة أمام برشلونة, يبدو أن مصدر الإزعاج هذه المرة سيمتد إلي خطة اللعب لأنه سيكون بحاجة للاندفاع في الهجوم لتسجيل أكثر من هدف مع القدرة علي تصديه لردة فعل برشلونة العنيد والتي ظهرت في أبرز درجاتها بالمباراتين الماضيتين. والأكثر من ذلك, سيكون مورينيو مطالبا بمعالجة لاعبيه من الناحية النفسية بعدما توالت سقطات الفريق أمام برشلونة والمدرب القدير جوارديولا. وكانت انتفاضة برشلونة في الشوط الثاني من كلاسيكو الأربعاء الماضي سببا في توتر أعصاب اللاعبين وما أسفر عنه من اعتداء البرتغالي بيبي مدافع الريال علي الأرجنتيني ليونيل ميسي بدهس أصابع يده مما أدي إلي استبعاده من مباريات الفريق لمدة أسبوعين وغيابه عن مباراة اليوم. ولكن قرار لجنة المسابقات بالاتحاد الأسباني للعبة بعدم إيقاف بيبي قد يدفع مورينيو للاستعانة باللاعب في المباراة.