أكد الدكتور أشرف فراج، أستاذ العلوم اللغوية المقارنة وعميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية، فى بحث مقارن حول الثورات العربية مؤكدا فيه أن من زرع فيروس التقسيم فى الشرق الأوسط هى منظمات أجنبية صهيونية وهى المسماة بمنظمات حقوق الإنسان التى رعت ودربت ومولت بعض مؤسسات المجتمع المدنى المشبوهة سواء فى العالم العربى أو فى أوروبا الشرقية بحجة نشر الديمقراطية والحرية والدفاع عن حقوق المرأة والطفل وجميعها شعارات براقة وحق يُراد به باطل لأن الهدف الرئيسى الذى عملت من أجله هذه المنظمات هو زعزعة استقرار عالمنا العربى بعد أن نجحت خطتها فى زعزعة وتقسيم دول أوروبا الشرقية فى تسعينيات القرن الماضي، فيما عُرف وقتها ب»الثورات الملونة«، ثم جاء الدور علينا لتفكيك دولنا وتمزيقها إلى كانتونات صغيرة متناحرة وإعادة رسم خريطة المنطقة بحدود جديدة عرفوها اصطلاحا »بحدود الدم« على أسس عرقية وطائفية لضمان التناحر والاقتتال بين الدويلات الجديدة، وفى سبيل تحقيق ذلك كان من الضرورى إدخالنا فى حالة من الفوضى اللامتناهية واللاخلاقية لنصبح فى نهاية المطاف لقمة سائغة فيسهل عليهم تمرير مشروعهم المأمول والمسمى بمشروع »الشرق الأوسط الجديد« الذى نجح فى عدد من الدول العربية. ولقد تزامن ذلك مع عقد الشيطان بين النظام الصهيو أمريكى والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية بهدف تمهيد الأرض لإيصالهم لسدة الحكم فى هذه البلدان وعلى رأسها مصر خاصة أن تلك الجماعة كانت كلمة السر والمرور للتقسيم فى السودان وليبيا واليمن وإنهاك الجيش السورى واستخدام الإدارة التركية والقطرية فى تنفيذ المخطط الغربى للقضاء على الأمة العربية الإسلامية. وأضاف دكتور أشرف فراج أن ثورة 30 يونيو التى قام بها الشعب المصرى أوقفت قطار التقسيم قبل وصوله إلى محطة النهاية، مؤكدا ضرورة المبادرة بإقامة مجلس إقليمى لمواجهة الإرهاب الذى لا تستطيع الدول منفردة مواجهته والقضاء عليه لأن الإرهاب أخطر من القوى النظامية العسكرية لأنه يمارس حرب العصابات التى تسعى إلى إرهاق الدولة والوصول بها إلى مرحلة الدول الفاشلة، مشيرا إلى أن المجلس الإقليمى لابد أن يضم محورا عربيا بدأ فى التكوين ويحتاج إلى التفعيل من خلال مصر والسعودية والإمارات والكويت ودول الخليج يعمل على مواجهة الإرهاب من خلال التبادل المعلوماتى والتعاون الاقتصادى ويصل فى النهاية إلى قوة الردع العسكرى للحفاظ على الدول العربية، مشيرا إلى أن عددا من الدول الشرقية وتحديدا روسيا والصين تتوافق مصالحها الآنية مع المصالح العربية لمواجهة الإرهاب والتقسيم، مشيرا إلى أن أولى المهام لهذا المجلس مواجهة جماعة الإخوان الذى تساقطت منه آخر أوراق التوت، لمواجهة أدوات المخطط المتمثلة فى الإدارة التركية الحالية وقطر التى تستخدم فى تمويل الإرهاب واستخدام الآلة الإعلامية لها، مشيرا إلى أن جميع تلك الدول لديها عدو مشترك يسعى إلى تحويلها لدويلات، موضحا أن التجربة المصرية الناجحة فى إنشاء دول منظمة عدم الانحياز قابلة للتطبيق، ولكن بمفهوم مختلف وآليات وأهداف تتناسب مع العصر الحالى ومصر قادرة بقوتها الإقليمية فى الدعوة لبناء هذا المجلس. فيما أكد معتز الشناوي، أمين الإعلام بحزب التحالف الاشتراكي، أن المجلس »المقترح« ببعده العربى ضامن لآليات النجاح لأن المشهد المصرى منذ 30 يونيو وحتى الآن حمل دلالات سياسية واقتصادية أوضحت قوة الموقف العربى فى حال توحده من خلال موقف المملكة العربية السعودية منذ البيان الصادر من الملك عبدالله الداعم للثورة فى 4 يوليو وما تبعه من دعم سياسى واقتصادى من السعودية والإمارات والكويت أسهم بشكل كبير فى مواجهة الضغوط الدولية الأمريكية والأوروبية الداعمة للإخوان التى حاولت إيقاف حركة التحرر المصرية من خلال الضغوط السياسية وأخرى من خلال أدوات كتركيا وموقف إدارتها من الثورة المصرية والدور القطرى الذى ثم مواجهته من خلال وحدة الموقف العربى الخليجى بسحب السفراء من قطر وإدراج السعودية للإخوان كجماعة إرهابية، مؤكدا أن هذا المجلس قابل للتكوين والنجاح لأنه قائم فعليا.