يتوجه 1،8 مليون ناخب في شبه جزيرة القرم اليوم الأحد، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء حول الانضمام إلى روسيا،وسط توقعات بأن يصوت مجلس الأمن الدولى خلال ساعات على مشروع قرار أمريكي يرفض نتائج الاستفتاء. ويوصف ما يسمى ب"استفتاء عموم القرم" بأنه "تاريخي" في كل من روسيا والغرب على حد سواء، لكن لأسباب مختلفة تماما، ففى حين تتحدث قيادة شبه جزيرة القرم والقيادة الروسية عن طموحات شبه الجزيرة الأوكرانية منذ زمن طويل للانضمام إلى روسيا، تدين الحكومات الغربية والمنظمات الدولية إجراء الاستفتاء ووصفته بأنه غير قانوني وظالم. ومن المستبعد أن يسفر التصويت في الاستفتاء عن نتائج مفاجئة، حيث أشار أحدث استطلاع للرأي في القرم إلى أن ما يتراوح ما بين 80 و 90٪ من المشاركين في الاستفتاء قالوا إنهم سيصوتون لصالح الانضمام إلى روسيا. وكانت بعض أوساط تتار القرم برئاسة مصطفى جميلوف رئيس برلمان تتار القرم وعضو البرلمان الأوكراني عن حزب "باتكفشينا" الذي يتزعمه أرسيني ياتسينيوك رئيس الحكومة الجديدة، دعت إلى مقاطعة استفتاء اليوم، إلا أن نسبة كبيرة من تتار القرم في شبه الجزيرة والبالغ عددهم ما يقرب من ربع مليون نسمة يشكلون 12،5٪ من تعداد السكان أعلنت عدم الاستجابة لدعوات المقاطعة وقررت المشاركة في الاستفتاء. وأعلن سيرجي أكسيونوف رئيس حكومة القرم، أنه من المنتظر أن يشارك في الاستفتاء ما يزيد على 80٪ من الناخبين المسجلين في القوائم الانتخابية، تحت رقابة ما يقرب من سبعين من ممثلي الهيئات الدولية من روسيا وبلدان الكومنولث وعدد من البلدان الأجنبية. وأكد أكسيونوف أنه لا يستبعد وقوع عدد من الأعمال الاستفزازية من جانب القوى الموالية لكييف، غير أنه أوضح أن الأوضاع في شبه الجزيرة تحت السيطرة. ومن المتوقع إعلان نتائج الاستفتاء في وقت متأخر من مساء اليوم. في غضون ذلك، أعلن مكتب الأمانة العامة للأمم المتحدة أن مجلس الأمن سيعقد خلال ساعات جلسة مفتوحة في إطار الرسالة التي وجهها الممثل الدائم لأوكرانيا إلى رئيسة المجلس بتاريخ 28 فبراير الماضي. وذكرت مصادر دبلوماسية بالأممالمتحدة أنه من المتوقع أن يصوت أعضاء المجلس على مشروع قرار تقدمت به واشنطن بشأن الأزمة الحالية في شبه جزيرة القرم، ويدعو إلى عدم الاعتراف بنتائج الإستفتاء المزمع، وإلى إيجاد حل سلمي للأزمة الحالية ، ويشدد على استقلال وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وشدد مشروع القرار على أنه "لا يمكن الاعتراف قانونيا بضم القرم إلى روسيا عن طريق التهديد باستعمال القوة أو استخدامها"، داعيا إلى ضرورة أن تمتنع جميع الدول في علاقاتها الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استعمالها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة، وتسوية منازعاتها الدولية بالوسائل السلمية، بموجب المادة الثانية من ميثاق الأممالمتحدة . وفي إطار متصل ، أبدى إيفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه بشأن الأقلية التتارية في منطقة القرم قائلا إن أفراد هذه الأقلية يشعرون بالتهديد ويخافون على مستقبلهم، وأعرب عن تخوفه من أن ترحلهم سلطات القرم للمرة الثانية في التاريخ من موطنهم الأصلى. من جهة أخرى، وجه سيرجي توروتا حاكم إقليم دونيتسك بشرق أوكرانيا، اتهامات لروسيا بالوقوف وراء إشعال المظاهرات التي شهدها الإقليم أمس الأول وأسفرت عن مقتل شخصين. ورفض توروتا - الذى يرى أن متطرفين جاءوا من الغرب يقفون وراء هذه المظاهرات - البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية، متهما الروس بتبني خطاب عدائي، وبأنهم يحاولون تأجيج مشاعر المواطنين.