هناك طائفتان من اليهود الموسيقيين فى مصر، منهم من ولد فيها، أمثال: داوود حسنى، زكى مراد وأسرته: منير، ليلى، سميحة، ملك؛ وعازف الكمان إبراهيم صهالون، وعازف الناى أمين بزرى.. ومنهم من هاجر إليها كمدرس أو ممارس لنشاط موسيقى من عزف أو غناء أو تأليف وتوزيع موسيقى، مثل: اليونانى أندريه رايدار؛ وأساتذة الموسيقى فى الكليات والمعاهد الموسيقية، كأكاديمية الفنون، ودار الأوبرا المصرية، وغيرها. وكل أولئك قد أدى رسالته الفنية دونما أية عنصرية أوتعصب؛ وآخرون قد تسللوا تحت شعار "الفن لا وطن له"، إما على شكل حضور مؤتمرات أو عقد وإنشاء جمعيات، أو صداقات مع مسئولين كبار؛ وكان لبعضهم، فى الخفاء، ميول وأهداف صهيونية. كما يتبين من خلال السطور التالية. كاميل سان صونس (1835-1921) مؤلف موسيقى فرنسى، ولد بباريس فى 9 أكتوبر 1835، درس الموسيقى منذ صغره، وعمل بالكنيسة عازفاً للبيانو والأرغن، كرس حياته للقيام بجولات فنية، بصفته عازفاً وقائداً للأوركسترا. ألف خمسة كونشرتوات للبيانو، وقصائد سيمفونية هامة، وأربع عشرة أوبرا. كان يهودياً صهيونياً متعصبا، ولكنه حذر فى إظهار ذلك؛ وكان كثير التردد على القاهرة، وله سكن خاص بقصر سمو الأمير الملكى "محمد على توفيق"، بالمنيل, وصديقه الحميم, الذى شغل منصب "الرئيس الأعظم كلِّى الاحترام" للمحافل الماسونية فى الشرق حتى عام 1927، ومعروفٌ علاقة الماسونية باليهود، ودعواتها للتسامح بين الشعوب، ومنها مناشدة أهل فلسطين التزام الهدوء، ومشاركة اليهود فى بناء الوطن وتنقل "صونس" بين مصر والجزائر، حتى وفاته بالجزائر فى 16 ديسمبر 1921؛ وهى محتلة على يد الفرنسيين؛ وقد ألف مارشا عسكريا، بعنوان "البطولة"، عام 1871أعده خصيصا لقوات الاحتلال الفرنسى، مؤازرة لهم فى قمع الثورات الجزائرية، وهو سلوك بغيض، لا يأتى من فنان موسيقى، المفترض أنه صاحب رسالة؛ وهو بذلك يختلف عن المثقفين الفرنسيين الشرفاء، أمثال: الفيلسوف الكبير جان بول سارتر(1905 - 1980)، الذى جاهر بنقده الاحتلال الفرنسى، واعتبر أن الحرية هى حق مشروع للشعب الجزائرى؛ والأديب الفرنسى "ألبير كامى" (1913 - 1960)، إذ هاجم السياسة الفرنسية الرسمية فى الجزائر، مطالبا بالمساواة بين بين العرب والمستوطنين الفرنسيين، مما أدى إلى طرده من البلاد. فأى بطولة يتحدث عنها كاميل سان صونس؟ وقد عرف عنه كثرة التنقل إلى حد مضرب المثل, وشغوفا بالبحث فى سائر موسيقات الشعوب, فقد جاء إلى مصر وبحث فى موسيقاها, وكذا سوريا والهند وأمريكا وروسيا وتركيا والجزائر وإيطاليا وألمانيا وتونس وبلاد الإنجليز, ولم يترك بلدا ذات فنون إلا زارها, ولا أمة ذات موسيقى إلا ورحل إليها؛ واقتبس من موسيقاها؛ وفى إحدى رحلاته لمصر، قضى أياماً فى "دهبية" (Nile house-boat)- مركب سكنى - فى النيل، متنقلاً بين القاهرة والأقصر وأسوان استمع خلالها للألحان الشعبية المصرية، وقد استعار من إحدى فلكلورياتنا فقرةً موسيقية من ألحان البحارة النوبيين، أدرجها فى مؤلفه الشهير: "الكونشرتو الخامس للبيانو والأوركسترا" عام 1895؛ لذا فهو يلقب بالكونشرتو المصرى. وألف أوبرا "شمشون ودليلة"، عام 1870 وعرضت فى مدينة فايمر "Waimar" بألمانيا عام 1877، وهى قصة مستوحاة من نص توراتى (Biblical story) كتب نصوصها الغنائية الشاعر والأديب الفرنسى "فرنان ليمير" Lemaire وترجع أحداث تلك القصة الشهيرة إلى عام 1150 ق. م. فى غزة وترجع أحداث تلك القصة الشهيرة إلى عام 1150 ق. م. فى غزة وقد استخدم فى غالبية ألحانه الميلودية مقامات وسلالم موسيقية ذات صبغة شرقية فى أعماله الأوركسترالية، مثل مسافات: الثانية الزائدة، والرابعة الزائدة والخامسة الناقصة، وأجناس: "الحجاز"، و"صبا الزمزمة"، و"النوا أثر"؛ وهذا الاستخدام يوحى للسامع بأن هذه النغمات أو تلك الألحان مستمدة من أصول شرقية، كما يدعى كل يهودى. وكان أشهرها هو لحن "الباكاناليا" (Bacchanalia)، وهو من "أوبرا شمشون ودليلة"؛ فى سلم مقام الحجاز الصرف، ولسهولته وبساطته ذاع تقديمه على آلة "البيانولا" التى يحملها الجوالون، أصحاب تلك المهن، فى فترة الأربعينات والخمسينات فى مصر، وقدم فى عدة أفلام، منها: "أميرة الجزيرة" (1948), و"الأرض الطيبة" (1954)؛ وقد بلغت من شهرة هذا اللحن أن تأثر به محمد عبد الوهاب فى لحنه "يا نايمة الليل وأنا صاحى"، من غناء محمد عبد المطلب؛ وكذلك أغنية "كان مالى ومالك" من ألحان إبراهيم حسين، وغناء درية أحمد. كورت زاكس (1881-1959) عالم موسيقى، له باع طويل فى مجال التاريخ الموسيقى، ودراسة موسيقى الشعوب، وتراث الموسيقى العالمية، وتاريخ الآلات الموسيقية، وأصلها ونشأتها وتكوينها؛ وله مؤلفات تحمل كل هذه العناوين. وقد جاء إلى مصر عدة مرات؛ ففى عام 1930 قدّم استشارات لمعهد الموسيقى الشرقى، وكان برئاسة مصطفى بك رضا، وعرض عليه إقامة مؤتمر عالمى للموسيقى العربية بمصر. وجاء، أيضا، إلى المؤتمر؛ رئيساً للجنة الآلات الموسيقية، وعضواً بلجنتى المسائل العامة، والتعليم الموسيقى. وقد دأب زاكس فى مؤلفاته – والتى تعتبر عند أهل العلم الموسيقى محل تقدير ومصدر ثقة - على الإشادة بأعمال المؤلفين الموسيقيين اليهود، كما جاء فى أحد مؤلفاته تلك، حين تحدث عن أفضل أعمال المؤلف الموسيقى اليهودى "أرنست بلوخ"، والتى وصل فيها إلى ذروته العاطفية، هى المتعلقة بالتراث والعقيدة اليهودية؛ وبدأها برابسودية شيلومو، أى سليمان Schelomo للتشيللو والأوركسترا (1915)، ثم سيمفونية إسرائيل (1915)، فثلاث قصائد يهودية Trios Poemes Juifs للأوركسترا (حوالى 1918) كذلك تعظيمه وتضخيمه لدور اليهود فى تاريخ الموسيقى القديم، كما ورد فى أحد مصنفاته القيمة إذ خصص لهم (23) صفحة، بينما أفرد لموسيقى قدماء المصريين (19) صفحة فقط !!! هانز هيكمان عالم موسيقى ألمانى يهودى، متخصص فى البحث الموسيقى، درس على يد كل من "فون هوربنوستل" و"روبرت لاخمان" و"كورت زاكس"؛ هاجر إلى مصر وأقام فيها بعد هروبه من النازية، وعين فى مصر رئيسا لقسم الموسيقى بالمتحف المصرى، كما انتدب لتدريس القيادة الأوركسترالية بالمعهد العالى للموسيقى المسرحية، وزامل الباحثة "بريجيت شيفر" لدراسة موسيقى واحة سيوة فى عام 1932، ورافق الدوق "ماكلنبرج"، فى جمع وتسجيل الفلكلور الغنائى بمناطق الصعيد، إلى حدود السودان الشمالية بريجيت شيفر (1909 - 1985) أستاذة يهودية فى علوم الموسيقى، ولدت فى برلين 1909، حضرت للإقامة مع ذويها بمدينة الإسكندرية، حصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية (الثانوية) عام 1929، بجانب تلقيها دروساً فى الموسيقى، سافرت إلى برلين عام 1930، والتحقت هناك بمدرسة الموسيقى العليا لدراسة مادة التأليف، ودرست منهج علم البحث المقارن بجامعة برلين، وحصلت على الدكتوراه فى دراسة موسيقى الآلات فى واحة سيوة، جمعت فيها التراث السيوى الموسيقى، وتحليل ألحانها، وأصدرت كتابا فى ذلك، تُرجم إلى العربية. رأست معهد المعلمات للموسيقى بمصر، زمناً طويلاً، وقامت بالتدريس فى معهد الكونسيرفاتوار المصرى بعد افتتاحه، ثم غادرت مصر وماتت فى لندن عام 1985. فورن هوربنوستل (1877- 1955) موسيقى يهودى الجنسية، شارك بمؤتمر الموسيقى العربية، حيث كان عضواً بلجان: التسجيلات، الآلات الموسيقية، السلم الموسيقى. روبرت لاخمان (1892- 1939) 1- شارك فى مؤتمر الموسيقى العربية عام 1932، رئيساً للجنة التسجيلات. 2- افتتح معهداً للموسيقى الشرقية بتل أبيب عام 1935، تحت رئاسته. سفاينور بيتان: أستاذ العلوم الموسيقية بجامعة لوبلانا بيوغوسلافيا (سابقا)، وقد أرسلته الجامعة إلى مصر ليلتحق بالفرع المدرسى لمعهد الموسيقى القديم برمسيس، ودخل مصر بجواز سفر يوغوسلافى، على أنه سيدرس بمعهد الموسيقى العربية، القواعد والنظريات الموسيقية العربية، والعزف على الناى، وأعلام الموسيقى العربية، للحصول على درجة الدكتوراه فى الموسيقى، وأشرف على دراسته كل من أحمد شفيق أبو عوف، وسيد سالم عازف الناى الشهيروأثناء إقامته بمصر استطاع التسلل إلى مركز الفنون الشعبية بالتوفيقية (الكائن بالقرب من المعهد) وقام بتسجيل كم كبير من الألحان الشعبية المصرية، بل وقام بدراسة ميدانية لتسجيل الألحان المصرية. عامنون شليواح: ولد بالأرجنتين من أب وأم سوريين، تلقى دروسه فى الموسيقى وفى الثقافة العربية بالجامعة العبرية، وفى الأكاديمية الإسرائيلية للموسيقى، وفى كونسيرفاتوار باريس؛ عُين أستاذا للموسيقى، ورئيساً لمعهد اللغات والفنون بالجامعة العبرية فى القدس، كما تولى رئاسة مركز بحوث الموسيقى اليهودية، وله أبحاث ومقالات هامة، وقاد بعثتين إلى سيناء - بعد النكسة - لدراسة الموسيقى هناك؛ الأولى: كانت عام 1968: للبحث فى موسيقى سيناء، وكانت الرحلة مكونةً من هيئتين إسرائيليتين، هما: أرشيف الصف الوطنى، ومركز بحوث الموسيقى اليهودية والثانية: فى عام 1971، وفيها تمت دراسة فنون سيناء الشعبية (الرقص والغناء)، وقد رحلوا محملين لما يزيد عن 20 ساعة من التسجيلات اللحنيةوخلص تقريرهم إلى أن الألحان السيناوية ليست مصرية، وإنما هى لشعب الله المختار.!!!. وجاء مصر مرة ثالثة، بعد التطبيع، لإلقاء محاضرة، تشرح طبيعة العلاقة "الحميمية!" بين الموسيقى العربية والموسيقى اليهودية كوهين: جاء إلى مصر عن طريق وزارة الإرشاد القومى، تحت اسم "كوين"، ليصبح مسئولاً عن العزف على آلة الأورغن، الموجود فى قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون، وبعض الكنائس المصرية، فى حالة الاحتياج؛ وكان راتبه 1000 جنيه مصرى، آنذاك؛ وحدث أن قامت مشاجرة بين صالح عبدون، رئيس دار الأوبرا، مع الدكتور يوسف شوقى، مدير الأوركسترا، وذُكر فى هذه المشاجرة اسم "كوين" الحقيقى، وهو "كوهين"؛ فما كان من المسئولين إلا أن يتدخلوا، لبحث هذه الأزمة، فاكتشف تزوير فى جواز سفره، ونجم عن ذلك استبعاد كوهين، من الأوبرا ومن مصر. فرانز ليتشاور: هو قائد الأوركسترا السيمفونى المصرى، فى الستينات من القرن العشرين، قدّم مع الأوركسترا سيمفونية "إسرائيل فى مصر"، للمؤلف اليهودى "أرنست بلوخ" (1880 - 1959)، وهى تنتمى إلى حلقة من الثالوث: "سيمفونية إسرائيل - المزامير - الخدمة المقدسة"، فما كان من القيادة السياسية، ممثلة فى الوزير على صبرى، إلا أن يُصدر قراراً بطرده من مصر، لولا تدخل الدكتور حسين فوزى شخصياً، وإشادته بسلوك وانضباط المايسترو "ليتشاور"، الذى يعمل فى خدمة مصر. د.احمد يوسف الطويل استاذ علوم الموسيقى
رسالة من قارئ.. قرأت على صفحتكم (صوت الموسيقى) الحلقة الرابعة من سلسلة مقالات الموسيقى اليهودية حقيقة أم اقتباس. ووجدت أنها تحتوي على بعض الأخطاء التي تستوجب الرد و التي خلط فيها الباحث بين الدين و البحث االعلمي بما قد يشوبه من تشكيك بصحة آيات الكتاب المقدس ؛ ومن ثم أود توضيح النقاط التالية : ذكر الكاتب أن لامك بن يوبال ادعى أنه صانع آلة العود واستشهد الكاتب في ذلك بالآية 4٫21 من سفر التكوين ،وهذا بعيد تماما عما جاء بالآية ؛ و الصواب أن يوبال هو أول من صنع آلة العود وليس لامك ؛ و أنه لا صحة لحادثة صناعة آلة العود من هيكل عظمى!! كما يتضح بالرجوع إلى مزامير داود أن صحيح اسم آلة الحيثة التي ذكرها الكاتب هو (الجيتة) كما ورد بالكتاب المقدس! ذكر الكاتب أن المزاميرتخدم السحر أكثر منها طقس ديني؛وأن كتب السحر تقوم بتقطيع آيات المزامير ومزجها بطلاسم ورموز ما أنزل الله بها من سلطان فيعود المزمور ليس بمزمورو إنما وسيلة تخدم السحر(و حاشا لكلام الله ان يدعو أو يخدم السحر) .والسؤال الطبيعى هو: هل الله يدعو لاستخدام السحر؟ كيف يكون هذا و الكتاب المقدس وحى من الله وليس كلاما إنشائيا ! ذكر الكاتب ان كورت زاكس أشاع عن اليهود أنهم حطموا أسوار أريحا بالعزف على 7 ابواق من قرون الكباش وهذا ليميزهم عن الآخريين بقصة ملفقة ..و الحقيقة أن هذا هو ماحدث بالفعل عند دوران اليهود حول أسوار أريحا 7 مرات والعزف بالبوق وهذه الحادثة مدونة بالفعل في العهد القديم فى أصحاح يشوع 6وليست قصة مفبركة من وحى زاكس . رأفت صدقى