إذا كان أقصر طريق لقلب الرجل معدته- كما يقول المثل الشعبى الشهير- فالطريق لقلب المرأة هو مشاركتها فى الأعمال المنزلية.. وبالطبع هذا ليس كلامنا ولكن ما أسفرت عنه دراسة كندية نفذتها جامعة «ويسترن أونتاريو» والتى أكدت أن الزوجة تكون أكثر سعادة عندما يشاركها زوجها فى الأعمال المنزلية.. وكانت دراسة سابقة قد كشفت أن الأزواج الذين يسهمون فى أعمال النظافة ورعاية أطفالهم والقيام بالأعمال المنزلية الأخرى يجنون فوائد أعمالهم تلك فى الاستقرار الأسرى. أيضا يؤكد صحة ما أسفرت عنه الدراسة، بل وينصح به الأزواج حتى تستقر أحوالهم الأسرية. د.عماد مخيمر أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، يقول: الحياة الزوجية ليست مجرد كلام وعواطف بين الزوجين، أى أنها ليست مشاركة عاطفية فقط ولكنها مشاركة أدائية، بمعنى ان الزوج يجب أن يشارك زوجته فى الأعباء الأسرية والتى منها الأعمال المنزلية لأن الزوجة تتعرض لحالة احتراق نفسى وتستنفد طاقتها منذ استيقاظها وحتى ذهابها إلى النوم، حيث إنها تتحمل بمفردها كل الأعباء الأسرية التى تتضاعف إذا كان لديها طفل رضيع تتمنى أن يساعدها زوجها فى حمله ولو لفترة من الوقت حتى تستريح، وإن كان الرجل الغربى يفعل ذلك ولكن الرجل الشرقى فى الغالب يتنصل منه، بل ويتركها هى ورضيعها الذى يبكى ويتجه لمكان آخر فى البيت يشعر فيه بالهدوء والراحة من وجهة نظره، مما يترك أثراً سيئا على زوجته بدون قصد منه، وليت الأزواج يتنبهون لذلك، ومن الممكن أيضا أن يساعدها فى ترتيب حجرات المنزل وأعمال المطبخ وبعض الأكلات الخفيفة التى يستطيع أى شخص أن يقوم بها.. فالزوجة عندما يساعدها زوجها ولو بقدر بسيط فذلك يشعرها بالسعادة والثقة فى النفس والقبول من الزوج ويعطى الأمل فى استقرار الحياة الزوجية المستقبلية وتتعمق مشاعر المحبة من الزوجة لزوجها، لأن مساعدة الزوج هنا تكون قائمة على أساس واقعى وعملى وإجرائى وليس مجرد كلام معسول، ولكن فعل طيب وجيد مما يقرب بين الزوجين ويحقق التواصل الزوجى والأسرى ويحافظ على الصحة الجسمية والنفسية للمرأة، ويتولد لديها شعور بالأمان وبأنها تستطيع أن تحقق ذاتها فى البيت والعمل ويقوى الأسس الواقعية للحياة الزوجية، لأن الزوجة إذا تم انهاكها فى الأعمال المنزلية فسوف تشعر بالاكتئاب الذى من أهم أعراضه فقدان الشهية واضطراب النوم والشعور بالنقص أو الدونية. ولذا مطلوب من كل أفراد الأسرة وليس الزوج فقط أن يساعدوا الأم فى الأعباء الأسرية لأن ذلك يشعرها بالراحة وبأن البيت كله كيان واحد وأن هناك توافقا أسريا، حيث يصبح لديها مساحة للوقت تهتم بذاتها وبصحتها ويكون لديها وقت للترفيه ووقت لعمل تطوعى لخدمة آخرين يحتاجون إليها غير أفراد الأسرة، وهذا يعطيها إحساسا بأهميتها ويشعرها أكثر بالسعادة. ولا يغفل أستاذ علم النفس دور الأم فى هذا الصدد ويقول: يجب على الأم أن تدرب أبناءها ذكورا وإناثا منذ الصغر على الأعمال المنزلية، سواء فى ترتيب الغرفة أوالوقوف معها فى المطبخ والمساعدة فى الأعباء الأسرية بشكل عام، لأن عدم مساعدة الذكور للأسرة يوجد لديهم نوعا من العجز والتسامى الوهمى، أى يشعر الذكر أنه هو الأعلى وأن الإناث هن الأقل، ونتيجة لذلك إذا فرضت عليه الظروف أن يعيش بمفرده لا يستطيع أن يخدم نفسه وهنا يصطدم بالواقع. وبعيدا عن الدراسة أسأله: وهل قلب المرأة يختلف عن قلب الرجل؟ أجاب: القلب يعنى الناحية الوجدانية أو العاطفية، وهناك مقولة علمية تقول «إن الأنثى هوية فى إطار علاقات» أى أنه جزء من كينونة المرأة، وهو متجسد خارجها على شكل طاقة انفعالية وطاقة محبة ترعى الآخرين وتحافظ عليهم طوال الحياة، وتعطيهم حياتها وتفنيها لحسابهم، أى أنها خلقت لتحفظ وترعى العلاقات وأى اضطراب فى علاقتها مع الآخرين يؤدى إلى اضطراب مفهومها لذاتها.. ومن هنا يختلف قلب المرأة عن قلب الرجل، فالمرأة أكثر عاطفية، ومن طبيعتها- منذ الطفولة- الأمومة، أى لديها طاقة حب وعطاء لا محدودة، وهذه طاقة ربانية تعنى القدرة على منح المحبة للآخرين وهذه غير متوافرة للرجل. وهناك حقيقة علمية تقول إن المرأة الجنس الأقوى عاطفيا ووجدانيا وبدنيا والرجل هو الجنس الهش فى كل الأشياء، والأدلة على ذلك أنها تقوم بأدوار متعددة كزوجة وأم وربة منزل وسيدة عاملة وأيضا مساعدتها للغير، والزوج هنا يقوم بدور واحد فقط وهو أنه ممكن يكون أبا، والدور الأكبر فى التربية يقع على الأم وتكون مستمتعة وراضية وقنوعة ولديها الطاقة التى تمكنها من ذلك.