عندما تسحب دول بحجم وقامة مصر والسعودية والإمارات ثم البحرين سفراءها من قطر فى سابقة تاريخية فلابد أن تكون عروبة وهوية هذه الدولة موضع نقاش ومحل تساؤل ومن الآن فصاعدا على قطر أن تعيد حساباتها وتدرس خطواتها وتحدد أولوياتها وخياراتها ولن ينفعها بعد اليوم اسلوب المكر والمراوغة ولن يجديها التحرك من وراء ستار قناة محرضة على العنف والتخريب والانقلابات .. فالصفعة التى تلقتها من أشقائها الخليجيين كانت فجائية ومدوية وقاسية لم تستوعبها بسهولة رغم بيانها الهزيل الذى صدر عن مجلس وزرائها تعرب فيه عن استغرابها وأسفها لقرار سحب السفراء وترجع ذلك وفقا للبيان إلى اختلاف فى المواقف بشأن قضايا واقعة خارج مجلس التعاون !! ولا أعتقد أن القادة القطريين يعنون ما يقولون وأغلب ظنى أن كل ما جاء فى بيانهم الرسمى كان من قبيل المناورة وحفظ ماء الوجه .. فهم يعلمون أكثر من غيرهم حجم ونوع التجاوزات والتدخلات السافرة التى مارسوها فى الشئون الداخلية للدول العربية والخليجية .. كل ما فى الأمر أنهم فوجئوا بضربة لم يتوقعوها بعد أن ظلوا لسنوات عديدة يلعبون هذا الدور النشاز داخل الجامعة العربية ومجلس التعاون دون أن يوقفهم أحد وراهنوا على عدم قدرة أى من العرب على كبح جماحهم !! ولقد أشرت فى مقالين سابقين إلى تجاوزات قطر العديدة . وطالبت - فى أحدهما تحت عنوان ساعة حساب قطر- بفتح ملفها بجرأة وشجاعة وتخييرها بين الالتزام بسياسات واستراتيجيات الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجى أو الطرد من هاتين المنظمتين لأحضان المخابرات الأمريكية والمنظمات الصهيونية !! وها نحن نجدد دعوتنا للقادة والزعماء العرب الذين سيجتمعون بعد أسبوعين فى الكويت خلال قمتهم العادية .. آملين أن تعود قطر سريعا للحضن العربى - الخليجى .. مقتنعين أن ذلك لن يكون هينا ولا يسيرا بعد أن فقدت الدوحة جزءا كبيرا من إرادتها وسيادتها ورشدها !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي