كشفت دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن وقوع حالة طلاق كل 6 دقائق، وأن هناك 88 ألف حالة طلاق تحدث كل عام، وطبقا لأحدث إحصاء سكاني- تم إصداره مؤخراً- فإن النسبة الأكبر من حالات الطلاق تقع بين المتزوجين حديثاً. حيث تصل نسبة الطلاق في العام الأول 65%، بينما تقل النسبة خلال العام الثاني من الزواج.. هذه الأرقام لابد أن تجذب الاهتمام وتدعو إلى تدارك الأسباب التى كشفت الدراسات أن أكثرها هو لامبالاة الأزواج ومساعدة الأهل لهم علي ذلك، والأمثلة خير دليل: - “إيمان” زوجة حامل في شهرها الثالث تروي قصتها، فهي تزوجت من زميلها في العمل بعد فترة إعجاب متبادل، وبعد عدة أشهر من الزواج قرر هو فجأة أن يطلقها وأنه لا يريد الاستمرار في الزواج، فهي زوجة مطيعة ولكنه يقول أن شخصيتها قوية، فذهبت تشكو لوالديه فأخبراها بأنهم لا يستطيعون إقناع ابنهم بالاستمرار في الحياة الزوجية وهو “مش قد الزواج” والأفضل لها أن توافق علي الطلاق! - “روضة” نموذج آخر، فهي زوجة وحامل أيضا في شهرها الرابع، تزوجت زواج تقليدي واكتشفت إدمانه للمخدرات، ورغم ذلك ورغم احتمالها لتطاوله الدائم عليها بالسب والضرب، رفضت الطلاق، فلديها أمل أن يتغير حاله بعد أن يصبح أبا، ولكنه وأهله يصرون علي الطلاق. النماذج كثيرة.. وإن اختلفت التفاصيل إلا أن ما يربط بينها فى معظم الأحيان هو الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج، فوفقا لنتائج الدراسة التى أجراها د.أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس هناك أكثر من 65% من حالات الزواج الحديث تنتهي بالطلاق في سنواتها الأولي، وهذا يدل علي سوء الاختيار والتسرع في اتخاذ القرار وعدم استعداد أي طرف لتقديم أى نوع من التنازل. فقواعد الزواج- كما يرى د.يحيى- يجب أن تقوم علي ما يعرف بثقافة التوقع والتي ينتظرها كل طرف دون الآخر، فإذا لم تتحقق بصورة كاملة كان الصدام والصراع، فالزوج يتوقع من زوجته الشابة أشياء كثيرة وكذلك الزوجة، ولأننا لم نتربى علي فكرة “كيف نكون زوج وزوجة” نصطدم بالواقع، وتذهب السكرة وتأتي الفكرة، ويصبح الاثنان أمام مواجهة صريحة ومباشرة لقضايا الصراع النفسي والعاطفي، وتحدث مشاكل كثيرة أغلبها غير ظاهر بعضها يقال ومعظمها لا يقال، فيحدث الصدام الذي ينتهي غالبا بالطلاق، وهذا يفسر الطلاق السريع المنتشر بين الأسر المصرية. ويشير إلي أن بعض أسباب هذا الطلاق ترجع إلى الضغوط الاقتصادية أو التدخلات الخارجية أو الظروف الاجتماعية مثل انعكاس الصراع السياسي علي الأسر المصرية. ويضيف موضحا أن المثل القائل “اللي ييجي بالساهل يروح بالساهل” ينطبق علي الزواج الذي يتسم بالتسرع وسوء الاختيار وعدم القدرة علي فهم الآخر واحتماله لمدة وصورة مناسبة، ولكن للأسف من خلال الدراسة يتضح أن الاهتمام بالزواج يهتم فقط بالشكل دون الجوهر والظاهر دون الباطن.