جاء قرار المملكة العربية السعودية أعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ضربة قاصمة للجماعة فى جولة من جولات الصراع الضروس بين الجماعة وعدد من أنظمة الدول العربية، ومما لاشك أن هذا الإجراء سيضعف من القدارات الإقليمية للجماعة. يقول الدكتور ناجح إبراهيم القيادى السابق بالجماعة الإسلامية إن القرار السعودى يعد أكبر خسارة استراتيجية لجماعة الإخوان المسلمين على مدار تاريخها وله عدة أثار كبيرة تتلخص حصار للحركة الإسلامية بشكل إقليمي، تشجيع دول أخرى كالأردن لاتخاذ مثل هذا القرار. وأوضح ناجح إبراهيم فى تصريحات خاصة ل «الأهرام» أن تاريخ العلاقات بين الإخوان والسعودية مرت بعدة مراحل الأولى يطلق عليها البداية وهذه كانت فى الأربعينيات وبدأت بزيارة البنا للسعودية وأسس لعلاقة تقوم على التعاون وأنطلق لسوريا والسودان والإردن وشكل لبنة التنظيم هناك. وأضاف أن المرحلة الثانية هى مرحلة الاحتفان وتبدأ مع نهاية الخمسينيات وحتى نهاية الستينات وهى الحقبة الناصرية التى كانت السعودية على خلاف مع عبدالناصر ورد الفعل احتضان الإخوان إلى درجة وصول سعيد رمضان صهر البنا ليكون مستشارا للملك فيصل، والمرحلة الثالثة هى مرحلة التحالف وهى مرحلة السبعينيات وفيها تحالفت العائلة المالكة فى السعودية مع الإخوان وبسطت كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية لدى الرئيس السادات من أجل إجراء مصالحة بالفعل وافق عليها السادات وسمح للجماعة بأن تعمل وفتح لهم الجامعات، بالاضافة إلى التحالف فى الحرب الأفغانية أيضا . أما المرحلة الرابعة وهى مرحلة التربص بين الجماعة والسعودية وهذه بدأت من منتصف الثمانينيات وامتدت بسبب بدء الجماعة بالعمل كتنظيم وظهر ذلك أكثر مع ظهور القاعدة وهذا ما يخيف السعودية بشكل بالغ، إلى أن وصلت العلاقات إلى مرحلة العداء التى اتسمت بتحالف الإخوان مع القاعدة، والاتفاق مع إيران، ومشروع لتقسيم السعودية الى 5 دول، واكتشاف تنظيمات للإخوان فى الإمارات والسعودية وكل ما سبق يعد الأسباب الحقيقية لقرار السعودية الأخير أعتبار الجماعة إرهابية. من جانبه أوضح أحمد بان الباحث فى الحركات الإسلامية والقيادى المنشق عن جماعة الإخوان أن صعود الجماعة للسلطة فى مصر كشف لدى السعودية العديد من المخططات والحقائق التى على رأسها أعادة تقسيم المنطقة وضم جزء من المملكة العربية السعودية لدولة قطر.