جاء التطور المفاجئ الذى اعلنته المملكة العربية السعودية واعتبرت فيه ان الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة الإسلامية وتنظيم داعش والحوثيين، ضمن قائمتها للجماعات الإرهابية.. ليقرب المنطقة من رؤية نهايات جماعة الإخوان المسلمين فى مصر تحديدا وبقية منطقة الخليج على وجه العموم. فالقرار السعودى، بالاضافة الى انه يعد لطمة للسياسات الأمريكية التى تتبنى مثل هذه الجماعات الإرهابية رغم ما تقترفه من آثام وأعمال وعنف فى مصر، يضع تلك الجماعات الإرهابية فى مهب الريح، خاصة بعد ان انكشف امرها، فقد اعتادت على استغلال الدين كستار لتحقيق مكاسب سياسية، كما ان الجماعة ستخسر كثيرا من جراء القرار السعودى، نظرا لفقدانها مكاسب مالية ومشروعات هناك تدر من ورائها اموالا طائلة. يعزو خبراء فى شئون الحركات الإسلامية اسباب ودوافع القرار السعودى، الى اكتشاف الرياض ان «الإخوان» قامت بخداعها على انها جماعة سلمية هدفها الدعوة الإسلامية، ولكن حدث العكس بما فعلته من أعمال قتل وتخريب وإرهاب فى مصر، ناهيك عن علاقاتها بتنظيم القاعدة . وكان هذا هو المحرك الأساسى وراء قرار السعودية المشار اليه حتى لا تصل الأمور هناك الى ما آلت اليه الأوضاع فى سوريا. كما ان القرار يستهدف وأد الفتنة قبل وصولها إلى المجتمع السعودى ولكى لا تهز استقراره. ويعتقد الخبراء الذين تحدث اليهم «الأهرام»، ان دول الخليج ستتبنى قرارا مماثلا قريبا، والذى كان بمثابة الضربة القوية ولطمة على وجه النظام الأمريكى الذى يستخدم الإخوان فى تفتيت المنطقة العربية. وقال عبدالجليل الشرنوبى القيادى الإخوانى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، ان السعودية اتخذت هذا القرارلانها اكتشفت ان الإخوان اساءوا استخدام المملكة العربية السعودية ومؤسساتها خلال العقود الخمسة الماضية . واعتبر ان موسمى العمرة فى رمضان والحج هما الفترة المناسبة لهذه الاجتماعات، فكانا أنسب توقيت لتدريب الإخوان بحكم التجمع البشرى. وقال ان اتخاذ السعودية هذا القرار ليس فقط من اجل حماية المملكة من عنف الاسلام السياسى وأمن المملكة، انما جاء لحماية الاستقرار داخل المجتمع السعودى من ان تطوله الفتنة التى طالت المجتمع المصرى وانهتها ثورة 30 يونيو. وفيما يخص حجم التنظيم داخل السعودية وفى منطقة الخليج، قال ان حجم الإخوان كبير جدا، وان السعودية تعتبر جزءا من مكونات مكتب الخليج، والعمل فيه يتم على محورين: الاول، تنظيم الإخوان السعوديين التابع لمكتب الخليج, فالإخوان يمتلكون شركات وممتلكات وعددا من المؤسسات التعليمية خاصة فى جدةوالرياض ومنتشرة ايضا على مستوى المملكة. والثانى تنظيم الإخوان المصريين التابع للقاهرة. واكد الشرنوبى ان كل بداية لمشروعات ورأسمال قادة الإخوان كانت من السعودية، ومنهم خيرت الشاطر الذى ذهب للسعودية فى نهاية عهد السادات وعمل بها، كما ان حجم اموالهم فى السعودية كبير جدا. واكد ايضا ان مصر هى الدولة المركزية للاخوان، اما السعودية فهى احد المراكز القوية . واوضح ان اعلان السعودية لهذا القرار ضربة قوية للاخوان فى مصر وللتنظيم الدولى وتأكيدا على ان ما قام به المصريون فى 30 يونيو هو المسار الصحيح لاعادة بناء الدولة. ويعتقد الشرنوبى ان دول الخليج ستتبنى بالتبعية نفس القرار السعودى، وأشار الى ان اليمن ستتأخر فى إعلان قرارها نظرا للظروف التى تمر بها ولوجود الدعم الأمريكى بها . وقال القيادى السابق فى الإخوان، ان سقوط الجماعة فى المركز الرئيسى لها فى «مصر» جعلهم يلجأون الى تركيا، وسقوطهم فى السعودية سيؤدى الى تفتيت نظامهم. واعرب الشرنوبى عن حزنه لما تقوم به الإدارة الأمريكية فى المنطقة العربية باستخدامها للإخوان لتفتيت المنطقة . ويتفق مع هذا الرأى خالد الزعفرانى الخبير فى شئون الحركات الإسلامية والقيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، حيث اكد على ان السعودية احتضنت الإخوان فى الستينيات عندما كانوا يعلنون ان دعوتهم سلمية وعلى عقيدة سليمة وان هدفهم هو الدين، ولكن مواقفهم افتضحت عندما حدث تغير فى سلوكهم منذ سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى واتجاههم لنهج العنف والمظاهرات والقتل والتخريب. بالأضافة إلى الرياض اعتبرت جماعة الإخوان الغطاء السياسى والشرعى لجماعات قريبة جدا من تنظيم القاعدة، كان هذا هو المحرك الأساسى لاعلانها هذا القرار. واكد الزعفرانى ان علاقة السعودية بالإخوان مضطربة منذ عدة سنوات، وقد تم وقف بعض انشطتهم وفى هذا التوقيت اعتبر وزير الداخلية السعودى ان الإخوان «عضوا اليد التى امتدت لهم بالمساعدة والمعونة». واوضح ان الدافع الأساسى لاتخاذ السعودية لهذا القرار هو تحالف الإخوان مع تنظيم القاعدة بالإضافة الى اعمال العنف والقتل والتخريب التى تشهدها مصر. ورغم تأكيده ان القرار جاء متأخرا، فإنه يعتبره بمثابة ورقة ضغط على امريكا لتعلن هى الاخرى هذا القرار . من جانبه، يرى الدكتور مختار نوح القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين ان قرار السعودية جاء بهدف تفريق السعودية بين الدعوة الإسلامية وبين الخروج على الانظمة الحاكمة ،وكان المحرك الأساسى هو ما كانت تعتقده السعودية بأن جماعة الإخوان جماعة تهدف الى السلام والاستقرار والعمل على نشر الدعوة الإسلامية، ولكنها اكتشفت عكس ذلك بالإضافة انها رافضة كل ما قامت بها الإخوان من عنف وقتل وتخريب وإرهاب داخل مصر .