رغيف الخبز أصبح لا يصلح للاستهلاك الآدمى والطوابير مازالت تتزايد للحصول عليه رغم عدم تحسينه.. وأزمة أنابيب الغاز والسولار مازالت متفاقمة وحتى الآن لم يشعر المواطن بأى تغيير ملموس على أرض الواقع رغم أن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية كانت أهم مطالب ثورتى 25 يناير و30 يونيو. بدأ وزير التموين الدكتور خالد حنفى حواره مع «الأهرام» بهذه الشفافية والصراحة واضعا فى أولوياته المواطن المصرى البسيط الذى ينتظر الكثير من الحكومة الجديدة. وزير التموين يتولى أهم الملفات التى ترتبط بحياة المواطن «العيش والعدالة الاجتماعية» ويدرك أن مهمته ليست سهلة وأيضا ليست مستحيلة. أكد وزير التموين فى حواره علمه بمدى معاناة المواطن البسيط فى الحصول على رغيف الخبز وتعرضه للمهانة عندما يقف فى طوابير طويلة للحصول على الرغيف. وأوضح أنه يعمل على تغيير المنظومة الحالية للحصول على رغيف العيش واعدا بحلول جذرية لهذه المشكلة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وأكد أن هدف الحكومة إعادة الدعم للغلابة، مشيرا إلى أنه يعلم أن التعامل مع أصحاب المصالح ومواجهتهم ليس بالأمر السهل وبذلك يضع يده فى عش الدبابير، ويفتح على نفسه النار من هؤلاء الذين يستفيدون بما يقرب من 11 مليار جنيه من أموال الدعم. بالإضافة إلى تفاصيل أخرى فإلى الحوار: هل التكليفات للحكومة الجديدة مختلفة عن ما عهد للحكومات التى توالت من بعد 25 يناير؟ نعم التكليفات بالنسبة للحكومة الجديدة بها مجموعة من الملاحظات التى بدت من أول يوم لتشكيلها، منها السرعة وقد ظهر ذلك فى المدة القصيرة التى تشكلت فيها الوزارة وبعد حصول رئيس مجلس الوزراء على التكليف من رئيس الجمهورية ولم يضع أى وقت وبالفعل تمت المقابلات لاختيار الوزراء بشكل سريع، واستمرت اللقاءات حتى منتصف الليل بعد تكليفه بساعة واحدة. فضلا عن أن هذه الحكومة الهدف الأساسى بها والتوجيهات المستمرة إليها أن يعمل الوزراء بها بأى طريق لراحة المواطنين والعمل على رفع العناء عنهم، فمن أهم الضروريات شعور المواطن بكرامته وان الحكومة تعمل على تلبية احتياجاته ومتطلباته اليومية والحياتية دون مهانة أو قلة تقدير. ونحن بإذن الله على ثقة من مقدرتنا على حلها والتوجيه المهم أيضا لهذه الحكومة هو ضرورة العمل بين الوزراء فيما بينهم بشكل الفريق وليس بطريقة الجزر المنعزلة، بحيث تتعاون الوزارات مع بعضها لتحقيق المصلحة العامة. هل ترى أن مهام هذه الوزارة صعبة أم أنها سهلة التحقق؟ هى مهمة صعبة جدا وقد عبر عنها رئيس مجلس الوزراء حين قال إنه يريد وزراء مقاتلين وكذلك أكد لنا رئيس الجمهورية فى أثناء حلف اليمين أن التكليف بالوزارة هو نوع من التحدى لدرجة أنه صرح لنا بأنه لن يهنينا بتولى الحقائب الوزارية حقيبة وزارة التموين تتولى أهم الملفات والتى خرجت بسببها ثورتان وكانت من أهم مطالب الثورة وهى العيش والعدالة الاجتماعية، فكيف ستلبى هذه المطالب للشعب؟ نعم تولى وزارة تختص بتحقيق أهم مطلبين للثورة وهما العيش والعدالة الاجتماعية، وبالنسبة للعيش قريبا جدا سيكون هناك خبر سار للمصريين جميعا فحق كل مصرى أن يحصل على رغيف العيش دون أن يتعرض للاهانة والبهدلة التى يواجهها يوميا. فمن حق كل مواطن بالشارع أن يحصل على رغيش العيش ومن أجل ذلك همنا اليومى هو كيفية حصول السيدة المسنة أو الرجل المعدم على رغيف العيش دون إهانة أو مذلة فى طوابير العيش الطويلة. ما هى ملامح ذلك الحل لأزمة رغيف العيش المزمنة؟ يوجد أصحاب المصالح الذين يجب أن نتعامل معهم وهو الأمر الذى نعلم يقينا أننا بذلك نضع أيدينا فى عش الدبابير وسنفتح النار على أنفسنا، فأصحاب المصالح الذين يستفيدون من مبالغ تقارب ال11 مليار جنيه، فمن المؤكد أن جميعهم سأكون هدفهم بعد فترة قليلة ولذلك أحاول أن أرى صيغة لطرح هذا الأمر بشكل متوازن يجنينا أكبر قدر من الصدام. ولكن ما أستطيع تأكيده أن حل أزمة الخبز سيتم لمصلحة ال90 مليون مصرى وأن وجد متضررون فسيكون ذلك لمجموعة قليلة جدا وهم المنتفعون الذين يأكلون قوت الشعب المصرى ويكونون منه ثروات كبيرة. متى سيتم ذلك الأمر؟ اعتقد أن ذلك سيتم فى حدود ثلاثة أشهر كحد أقصى لحل مشكلة مزمنة استمرت أكثر من أربعين سنة. هل سيتغير سعر رغيف العيش لتحسين جودته؟ سعر الرغيف سيكون به مفاجأة سارة للمستهلك ولن نذكرها الآن هل سينخفض سعره عن خمسة قروش؟ لا أعرف انما الذى أستطيع أن أعد به أننا بصدد منظومة جديدة متكاملة تحقق مصالح جميع الأطراف. هل إمكانات الدولة الحالية تتمكن من توفير رغيف عيش جيد يسعر خمسة قروش؟ نعم لان الدولة توفر الآن دقيقا يكفى كل استهلاك الخبز للشعب المصرى كله، لكن للأسف الشديد ان نصف الدقيق يتم تهريبه وهذا واقع نعلمه جميعا ويجب أن نقضى على ذلك لكى نعيد الحقوق لأصحابها وفى حالة حدوث ذلك سيجد كل المواطنين رغيف العيش بيسر إذا كان ملف الخبز مهما فهناك ملف آخر على نفس الأهمية وهو ملف الدعم كيف ستتعاملون معه؟ ملف الدعم شبيه بملف الخبز فالدعم به مشاكل وتسرب كبير، فتدخل الدولة بالشكل القائم خلق طبقة من المنتفعين على الرغم من النوايا الحسنة من الدولة لشراء المنتج والرقابة عليه لوصوله لمستحقيه. ما قولك إذن فيما يردده البعض أن هذه الحكومة قادمة لرفع الدعم عن المواطن؟ اطلاقا فهذه الحكومة أتت لكى تعيد الدعم للغلابة وتعيد الحق لأصحابه.. فالرقم الذى يدفع فى فاتورة الدعم لن يتغير جنيها واحدا ومن المتوقع أن يزيد . هل معنى ذلك أن الدعم سيتحول لدعم نقدي؟ لا، لن يتحول للدعم النقدى بالمعنى الدارج ولكن سيتحول الدعم لقوة شرائية فى يد المواطن . صرحت بأن الأسعار الاسترشادية يجب إلغاؤها، فكيف نضبط جنون الأسعار الذى يمثل عبئا على كاهل المواطنين؟ كفانا شعارات ووهم او تسمية الأشياء بغير اسمائها فنحن صنعنا أصناما صدقناها وعبدناها. آن الأوان لكى نتكلم بصراحة ووضوح ونتعامل مع المشكلات بواقعية، فلا يوجد شىء اسمه تسعيرة استرشادية. من أين يأتى تخفيض الأسعار وضبطها؟ دورنا كدولة هو أن نحسن كفاءة التجارة الداخلية وتداول السلع ونزيد المعروض منها، وهذا كله سيؤدى إلى انخفاض الأسعار على الفور. فالأسعار لا تنخفض بقرار إدارى والتسعيرة تؤدى إلى السوق السوداء. الفساد المنتشر بين أرجاء وزارة التموين، كيف ستقضى عليه؟ الفساد ليس فساد أشخاص بل فساد منظومة، لذا يجب أن تغير المنظومة التى نشأ من خلالها الفساد، وذلك من خلال معالجة جذور المشكلة وليس مظهرها. هل ستحتاج إلى منظومة تشريعات معينة تعينك على هذا؟ أعتقد فى المرحلة الأولى لن أحتاج سوى لدعم الرأى العام لنعيد الحقوق لأصحابها،ومع ذلك هناك تشريعات كثيرة نحتاج لتغييرها . أى مسئول يرى أن البيروقراطية هى أهم المعوقات لعمله فكيف ستواجهها؟ نحن نعلم أننا لم نأت لكى نتعامل فى عالم مثالى، فنحن نعلم أننا نعمل فى عالم به كثير جدا من الانحراف وعدم الكفاءة والمهارة، لمن يتصدى لمثل هذا العمل أن يعرف كيفية العمل فى ظل هذه القيود، فنحن لا نعمل فى سويسرا أو السويد، بل نعمل فى مصر بكل القيود الموجودة بها، ومن أجل ذلك المهمة ليست سهلة. أزمة أنابيب الغاز تعود بين الحين والآخر، متى يتم الانتهاء منها؟ أزمة أنابيب الغاز ستدخل فى منظومة الدعم مع الخبز، وستحل معه فى التزامن نفسه،لأننا بدأنا التعامل مع هذه المشكلة من جذورها. هل سيتم تطبيق فكرة توصيل أنابيب الغاز للمنازل؟ هناك بدائل كثيرة سيتم الأخذ بها، ومعظمها ستكون جيدة، لكى نتمكن من التعامل مع هذه المشكلة سواء بأن تصل الأنابيب للمنازل أو أن يحصل المواطن عليها من المستودعات. هل اتفقت دول الخليج على منح مصر مواد بترولية؟ بالفعل هناك استعداد من دول الخليج لمساعدتنا بإنشاء مشروعات بمصر، لكن لا يجوز أن تستمر مصر فى الاعتماد على معونات قادمة من دول أخرى. هناك مطالب من الراغبين فى إنشاء مخابز جديدة ولكن لا تمنح لهم التصاريح فهل هناك حلول لهم؟ هذه المشكلات لن يكون لها وجود فى ظل المنظومة الجديدة التى ستفعل قريبا. جهاز حماية المستهلك كيف سيتم تفعيله بصورة يلمسها المواطن؟ هذا الجهاز سيشهد تطويرا كبيرا وسنعطيه قوة أكثر مما هو عليه الآن. هل هذه الحكومة تعمل على أنها حكومة دائمة أم انتقالية؟ نعمل فى هذه الحكومة على أنها حكومة دائمة، وهذا بناء على التفويض من رئيس الجمهورية، والذى قال لنا صراحة: لا تعملوا بوضعكم حكومة مؤقتة، ولا شىء يقول إنكم حكومة مؤقتة، ولا يوجد أى قيد على استمرار هذه الحكومة حتى فى ظل النظام المقبل.