في نهاية مرافعته وجه الديب كلمتين احداهما للمحكمة قائلا لقد إجتهدت في المرافعة قدر طاقتي ولعلني اكون اوفيت بالغاية واسهمت كمدافع عن مبارك ونجليه في جلاء الحقيقة غير عابئ إلا باداء الواجب وغير مصغ إلا لصوت الضمير. وغير ملتفت إلي بعض قومي الذين لايعلمون. واستطرد الديب قائلا اقول للمحكمة ما قاله المستشار يحيي الرفاعي في كلمته بختام مؤتمر العدالة الأول حيث قال بقوة وعزة لقد تعهد قضاة مصر علي انفسهم اي يحملوا الامانة ويرفعوا راية الحقيقة وان يمضوا في طريقهم غير مبالين بما يحيط بهم, فتلك مهمتهم وهم في اداء رسالتهم لايلتمسون إلا الحقيقة وفي احكامهم لايقولون إلا كلمة الحق لا تضعفهم رغبة في سبيل ذلك لانهم ينشدون العدل وهو صفة من صفات الله العظيم. ووجه الديب خطابه إلي هيئة المحكمة قائلا امضوا ياحضرات المستشارين في طريقكم فالدنيا بأثرها تترقب كلمة الحق في حكمكم. تم خاطب الديب مبارك قائلا يانسر الجو الجريح ياقائد نسور مصر الأبطال يامن حملت روحك علي كفيك مرات ومرات وقاتلت من أجل مصر وشعبها وواجهت الموت لكن الله نجاك لتواصل مسيرة الجهاد والسلم بنفس الروح والاخلاص. ولاتحزن وانت تفاجأ بغدر من كان تزلف اليك للاقتراب منك لاتحزن وانت تري وتسمع بنفسك كثيرا من اخوتك قد انقضوا عليك وانت اعزل وقلبوا لك ظهر المحن واظهروا لك الشماتة لايخجلون من اظهار ذلك وانهالوا عليك وعلي ولديك قذفا مخالفين قول رسول الله صلي الله عليه وسلم لاتظهر الشماتة في اخيك فيشفيه الله. ويبتليك لاتحزن وكن جلدا كعادتك فانت لست بافضل من رسول الله عندما وجد بغيا من أهل مكة ومكث في الطائف واكتشف ان اهلها ليسوا بافضل من أهل مكة ودعا ربه قائلا اللهم اني اشكو اليك قلة حيلتي وضعف قوتي وهواني علي الناس يا أرحم الراحمين أنت ربي وأنت رب المستضعفين إلي من تكلني إلي بعيد يتجهمني, أم إلي عدو ملكته أمري.. إن لم يكن بك غضب علي فلا ابالي ولكن عافيتك هي اوسع لي, واخذ الدفاع يردد باقي الدعاء حتي اتي الي ختامه قائلا. لك العتبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة إلا بالله, وواصل الديب قائلا امتثل يامبارك وردد هذا الدعاء الكريم لعل الله يفرج كربك فقضاؤنا لاينطق عن الهوي ولايحكم بغير العدل ولايحيد عنه. فإذا حكم ببراءتك فتلك منة من الله وحكم منه واذا تمت إدانتك فهذه ارادة الله فلا تبتئس وسر إلي منصة التنفيذ راضيا.