حينما ينبغ شخص فى أحد المجالات يستقطب حوله دوائر من الأضواء والجماهير المتابعة لمراحل مشواره الفني، إلا أنه لا يدهشنا إلا عندما تتفرد أنامله بالعديد من أفرع الإبداع. فقد افتتح أمس معرض الفنان مصطفى رحمة بقاعة دروب بحى جاردن سيتي، تحت عنوان "ن" نسبة للنساء وتحديداًاشارةإلى زمن الهوانم الماضي، ليتناول من خلال 30 عملاً بين الألوان الزيتية والأكريلك عناصر وملامح لنساء الطبقات الراقية وكأنها مشاهد سجلت من أفلام الأبيض والأسود، ولقطات تتناغم مع إيقاعات رقصة الفالس بتكوينات أشبه بالنحتية ليتسم بأبعاده الثلاثية بتكوين المرأة الممتلئة التى كانت دليلاً على جمالها وطبقتها الأرستقراطية خلال تلك الأزمنة، فى محاولة لإعادة ذكريات الماضى الهادئ، بعيداً عن صدمات وصراعات زماننا الحالي. وذلك جزءًا من عطاءات الفنان، فليس المكان الأوحد لأعماله هو قاعات المعارض، باسم “مصطفى رحمه” قرأناه كثيراً فى طفولتنا بين رسومات الأطفال والكارتون بفنون “الأستربس” بداخل مجلات الصغار، لتتربى أجيال متلاحقة على خطوطه وشخصياته الخيالية التى رسمت وتحركت على مدى ثلاثين عاماً، ليؤثروا بشكل كبير فى تكوين وتوجيه رؤيتهم للمستقبل ولطموحاتهم، ولم يتميز “رحمة” فقط بين رسوم التصوير الزيتى وفنون الطفل، بل تلازم مع كل ذلك مساحات انفرد بها الفنان على صفحات الجرائد لتبرز أعماله ورؤيته بخطوط وتعليقات ساخرة ولاذعة من خلال فنون الكاريكاتير خاصة ذات الطبيعة السياسية والناقمة على شروط تلك اللعبة بمصالحها المختبئة، ومع مرور السنوات استطاع الفنان اجتذاب غالبية شرائح المجتمعات العربية بمختلف أعمارها لتلاحق فنونه الثلاثة فى إطار من الإبداع والعطاء المستمر، فقد كان الفنان من المساهمين فى تأسيس مجلة ماجد الأشهر بمجال فنون الطفل بدولة الأمارات، بالإضافة لذلك تم إصدار ونشر مجموعات من كتب وروايات الصغار، وعمله كرسام لإبداعات الكاريكاتير بعدد من الجرائد المعروفة، كما أن أعماله ولوحاته الزيتية وضعت بصماتها فى وقت ليس ببعيد فله مقتنيات بمصر والعديد من الدول العربية والأجنبية، والفنان حصل على جوائز بالمحافل المحلية والدولية ومنها : جائزة الأمير طلال أبن فيصل عام 1992م، وجائزة المجتمع الثقافى بأمارة أبوظبى عام 1996م، كما حصل من مصر على المركز الأول لكتاب الطفل فى العام 2004م .