حنين أبنائها لها يشبه حنين الوطن, منهم من يسافر بعد استكمال ما درسه فيها, ومنهم من يذهب ليصنع مستقبله, ولكنهم دائما ما يعودون ليتبادلوا الذكريات والخبرات, انه الإدراك الحقيقى لقيمة الفن والجمال, فالفن كامن فى النفوس والجمال ان تجد من يبحث عنه معك. ففى مزيد من استكمال ما بدأته كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية, من إقامة سلسلة معارض لأبنائها من الخريجين. احتفلت الكلية الثلاثاء الماضى بابنائها من جيل الثمانينات (1980 -1989), حيث يعد المعرض الثالث للخريجين, والجميل فى فكرة المعرض انه لم يهدف فقط لتبادل الخبرات بين الأجيال, أيضا يعيد العلاقات والذكريات الجميلة بين الكلية وأبنائها, حيث خصص جزء فى المعرض لمجموعة من الصور الجماعية التى تجمعهم ببعض وهم طلاب. يقول الدكتور هشام السعودى عميد الكلية: أجيال وراء أجيال تتخرج فى كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية بأقسامها المختلفة، أثروا الحركة الفنية والثقافية والمعمارية, بأعمالهم المتميزة فى كل المحافل المحلية والعربية والعالمية. من المؤكد أن هذه الأجيال لها حق علينا, كمؤسسة علمية متخصصة, أن نظل على تواصل معها لتأصيل قيمة العلاقات الإنسانية والذكريات بشخوصها وأماكنها. يشارك فى المعرض 30 فناناً وفنانة من مختلف أقسام الكلية, ليضم حولى 45 عملا فنيا بأنواع وخامات مختلفة, تظهر من خلالها شخصية كل فنان, ومدى تأثره بالعوامل الخارجية والنفسية, بالإضافة للخبرات التى اكتسبها كل فنان من خلال مشواره الفنى . وتقول الدكتورة أمل نصر قومسير المعرض ورئيس قسم التصوير بالكلية تزامن تخرج آخر دفعة من جيل الثمانينيات مع إطلاق الدورة الأولى لصالون الشباب عام 1989, ليحصد أبناؤه العديد من الجوائز فى دوراته, وليساهموا فى رسم خريطة جديدة للحركة التشكيلية المعاصرة فى مصر, من خلال سياقات إبداعية أكثر انفتاحاً وتحرراً، وقد شرفت الكلية بأن العديد من خريجى هذا الجيل قد أصبحوا الآن نجوماً فى حركة التشكيل المصري, ليستكملوا ما بدأه الرواد السكندريون من إسهامات يفخر بها الفن المصرى المعاصر.