الألفاظ السيئة التى يستخدمها الطفل مشكلة تؤرق الأم، فهى تسبب لها الحرج كما تصيبها بالقلق خشية أن تؤثر على شخصيته وتهدد مستقبله، هذا القلق قد يزيد المشكلة تعقيدا، وهذه المشكلة لها حل ولكن المهم معرفة الأسباب والصبر على انتظار النتائج. د.منى عمران أستاذ علم نفس بمعهد دراسات الطفولة بجامعة عين شمس تؤكد أن مقاييس تنمية وتطوير شخصية الطفل تبدأ منذ الصغر، وأن هناك وسائل كثيرة لتنمية قدراته اللغوية من أهمها استخدام أسلوب المديح على تصرف معين كاستخدامه الألفاظ المناسبة، مما يترتب عليه تحوله إلى شخصية واعية يعرف كيفية اختيار الكلمات المناسبة ويساعد أيضا على زيادة ثقته بنفسه. وتوضح أن الطفل غالبا لا يعلم إذا كانت الكلمة سيئة أم جيدة، هو فقط يقوم بترديد ما يسمعه من المحيطين أو من التليفزيون ليتعلم الحوار الاجتماعي وينمي مهاراته اللغوية، وعلى الأم لفت انتباهه، سواء بالتشجيع أو الرفض، فإذا أبدت ترحيبها بما يقول فذلك يعني لديه أنه يقوم بشيء صحيح وسيقوم بتكراره ثانية، ولذا تنصح الأم عندما تلاحظ على طفلها استخدامه الألفاظ السيئة فى الكلام أن تعامله بأسلوب معين، يجب ألا أن تستخدم الصراخ والتوبيخ أو اللوم بل عليها الاحتفاظ بهدوئها طوال الوقت، وحتى إذا تحدث الطفل بألفاظ سيئة فى مكان عام فلا داعى للخجل لأن كل الناس لديهم أطفال وقد يتعرضون لمثل هذه الأمور، وعلى الأم أن تعالج الأمور بالحكمة وتشرح له أن هناك كلمات تجرح وتؤذي الآخرين، مع الاهتمام بنصحه باستخدامه كلمة بديلة للتعبير عن آرائه فى مثل هذا الموقف، وكذلك الاهتمام بمدحه عندما يتجنب استخدام هذه الكلمات ولكن بدون مبالغة، فالابتسامة أو قول شيء لطيف تكفي لإشعاره أن ما يفعله أو يقوله يلقى تشجيعا واستحسانا. وتؤكد د.منى أن تعليم الطفل الألفاظ المناسبة لا يكون بالكلام والخطب والمواعظ المباشرة ولكن بالقدوة، فأولادنا يقولون ما نقوله نحن، ولذلك يجب مراعاة أسلوب الحوار والألفاظ فى المواقف المختلفة خاصة عندما تكون الأم عصبية. كما يمكن أن يتعلم الطفل الألفاظ المناسبة من خلال القصة بكل ما تحمله من عناصر ومعان مفيدة فى تربيته وسلوكه، وإلقاء الحكاية بصوت يتوافق مع كل موقف لتنمية قدراته اللغوية، وكذلك يمكن استغلال التكنولوجيا الحديثة فى فهم معنى الكلمات ونطقها بشكل صحيح واستخدامها فى مواضعها المناسبة من خلال الألعاب الناطقة التى تشرح الكلمات. وأخيرا يجب علي الأم أن تحرص على مشاركة طفلها فى كل ما يشاهده من برامج أو أفلام كرتون، وأن تناقشه فى الألفاظ وأسلوب الحوار التى تعلمها من مشاهدته لها.