اهتم الفرنسيون بالحديث عنها فى موسوعة (وصف مصر) وكانت من أهم المحطات التجارية بالوجه القبلي، وظلت شاهدة لمئات السنوات على جزء من تاريخ هذا البلد، ولكن يبدو أن هذا لن يستمر طويلا، فحالها مثل حال الكثير من اثارنا وتراثنا المهمل، الذى لا يلتفت اليه المسئولون إلا بعد وقوع كارثة، هى وكالة الجداوى احدى أهم وأشهر معالم التراث الاسلامى بمحافظة الأقصر والمهددة بالانهيار التام نتيجة توقف عمليات الترميم منذ عام 1990. هذا ما تم اثباته وتوضيحه فى تقرير صادر من قطاع الأثار بمدينة اسنا يكشف عن وجود شروخ طويلة وعريضة فى واجهة الوكالة تزداد بشكل يومي، وانعواج فى الواجهة تمتد خطورته إلى الدرجة الأولي، مما يهدد حياة المارة. وكان من المقرر أن تتم عمليات ترميم الوكالة التراثية على أكثر من مرحلة، وبالفعل تم الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى منذ أكثر من 25عاما وتم وضع خطة لبدء عمليات تطوير الوكالة فى مرحلة ثانية، ولكن بعد اندلاع ثورة 25 يناير توقفت جميع أعمال التطوير بمدينة اسنا بأكملها. ومازالت الوكالة التى انشأها حسن بك الجداوى المملوك التابع لمحمد بك أبو الدهب عام 172 لتكون محطة تجارية تهم أهل الصعيد تنتظر مصيرا مجهولا، ولا تعلم متى سينظر إليها المسئولون عن تاريخ هذا البلد المتمثل فى اثارها وتراثها.