كشفت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية عن أن استمرار الاعتقالات فى صفوف أنصار جماعة الإخوان بدأ يحول أنظارهم لاستخدام وسائل أكثر عنفا ، مشيرة فى تقرير لها إلى أنهم يبحثون حاليا عن طريقة جديدة لإيصال أصواتهم بعد فشل المظاهرات والتكتيكات الأخرى الخاصة بهم فى تحقيق أهدافهم. وأكدت الصحيفة أن هناك مخاوف متصاعدة من توجه أعداد كبيرة من أنصار الجماعة وما يسمى ب »تحالف دعم الشرعية» المصابين بخيبة الأمل، لانتهاج العنف باعتباره الطريقة الوحيدة لتحقيق أهدافهم، موضحة أن أعداد المشاركين فى المظاهرات انخفضت فى الوقت الذى يتحدث فيه المتظاهرون عن إصابتهم بالإنهاك والتعب، بالإضافة للإحباط، والعزلة بينهم وبين قادة التحالف، حيث تتم مطالبتهم كل أسبوع بالمشاركة فى المظاهرات يوم الجمعة دون حدوث أى تغيير. ونقلت الصحيفة عن متظاهرة إخوانية تدعى «هبة» شعورها بهذا الإحباط، حيث قالت إن المتظاهرين يخرجون كل أسبوع فى مظاهرات ثم تحدث اشتباكات مع قوات الأمن يفقد فيها البعض حياته ويتم القبض على آخرين ، ثم يتكرر السيناريو نفسه فى الأسبوع التالى دون حدوث أى جديد. كما نقلت عن أحد شباب ما يسمى بتحالف الشرعية ، ويدعى خالد النجار، اعتقاده بأنهم يخوضون معركة خاسرة ، وذلك بعد أن لقى 12 من أصدقائه مصرعهم فى الاشتباكات مع قوات الأمن، بينما تم اعتقال ستة آخرين. وأشارت الصحيفة إلى أن التسريبات المسجلة لمرسى مع محاميه سليم العوا زادت من شعور شباب الإخوان وتحالفهم بالعزلة، وبخاصة بعد أن قال مرسى لمحاميه بوضوح إنه فقد الأمل فى أن تحدث المظاهرات أى تغيير على أرض الواقع، وأن هذه المظاهرات لا جدوى منها. وكشفت الصحيفة عن اعتزام بعض الحركات الإخوانية مثل حركة «طلاب ضد الانقلاب» و «تحالف ضد الانقلاب» اتباع نهج المتظاهرين الأوكرانيين، فى الوقت الذى يرى البعض الآخر أن استخدام قنابل المولوتوف ضد قوات الأمن التى تفض المظاهرات بالقوة هو الرد المناسب على قوات الأمن. وأشارت الصحيفة إلى ظهور عدد من الصفحات على موقع فيسبوك تحرض للهجوم على ممتلكات الدولة ومنها صفحة تدعى «أون فاير» والتى تعج بصور شباب ملثمين يرتدون ملابس سوداء ويقولون إن هدفهم هو شن معركة ضد ما سموه ب «الانقلاب» من أجل إسقاطه ولكن دون قتل، بينما أطلق البعض صفحة أخرى تدعى «مولوتوف ضد الانقلاب»، والتى أعلنت أنها سوف تهاجم ممتلكات مسئولى الشرطة والقضاء، بالإضافة للإعلاميين المؤيدين للحكومة ، وهى هجمات بدأت بالفعل على أرض الواقع. وتعليقا على ما نشرته الصحيفة الأمريكية، انتقد خبراء أمنيون ما حوته من تشبيه لحالة أوكرانيا بمصر. وقال اللواء خالد مطاوع خبير الأمن القومي: إن التجربة المصرية لا يمكن مقارنتها بأى تجربة أخري، حيث إن العناصر الحاكمة فى نجاح التجربة المصرية تؤكد أن هناك تماسكا وتفهما كاملين بين مؤسسات الدولة والشعب، بما يجهض أى مؤامرة يكون من شأنها المساس بأمن واستقرار الوطن. والشعب المصرى يختلف عن باقى شعوب العالم بأنه يضع فى المكانة الأولى المصالح القومية والوطنية دون غيره من الشعوب، التى قد تفضل مصالح شخصية أو اتجاهات مختلفة تريد الفرقة والانقسام. وأكد العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى أن حالة الإحباط الشديدة التى أصابت جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها جراء التضييق والملاحقة الأمنية من قبل أجهزة الأمن التى انعكست بشكل كبير فى فشل تظاهراتهم التى ينظمونها كل جمعة، وفى ضعف الحشد لأنصارهم هى المحرك الرئيسى لهذه الجماعات، والدافع للجوئهم للعمليات الإرهابية والانتحارية التى ظهرت بشكل كبير فى الأيام القليلة الماضية. وقال عكاشة: إن السيناريو الأوكرانى ليس ببعيد أمام هذه الجماعات لتنفيذه، لأنه تمت تجربته فى مصر فى بعض مشاهده، ونجح بالفعل. وأضاف عكاشة أن دعم بعض الدول لهذه الجماعات يلعب دورا أساسيا فى تصعيد حدة العنف واستمرارهم فى العمليات الإرهابية. من جانبه قال اللواء سامح سيف اليزل: إن الوضع مختلف فى أوكرانيا لأن مطالب الشعب قد تحققت حيث قبل الرئيس إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية العام الحالي، وتشكيل حكومة جديدة ائتلافية قبل سبتمبر المقبل، وعودة العمل بالدستور الأوكرانى الصادر فى عام 2004. بالإضافة إلى أنه لا توجد أعمال تفجيرات أو سيارات مخففة أو استهداف قوات الشرطة والجيش، وتهديد عامة الشعب واستهدافهم كما يحدث من جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر حاليا.