(ماك ولي) هو اسم العرض المسرحى الجميل الذى قدمه لنا مركز الابداع مؤخرا.. و(ماك و لي) هو عنوان لمعالجة عصرية وكوميدية وموسيقية وراقصة لنص (ماكبث) من تأليف وليم شكسبير. وقد كتبت لكم اكثر من مرة عن مركز الابداع الذى يشرف عليه المخرج الكبير د.خالد جلال، وكان اشهر اعمال ذلك المركز (جماهيريا) مسرحية «قهوة سادة»، فى حين كان اهم اعمال خالد جلال تقديمه من خلال المركز- مائتين من خريجيه الى ساحات العمل الفني، بعد ان علمهم فى شعب الاخراج والتمثيل والاستعراض والغناء، واصبح الاسطى الذى يدير ورشة عالية الانتاجية قامت بتصنيع الكادر الفنى والابداعى الشامل المتمرس فى كل مهارات الاداء. مسرحية (ماك و لي) هى معالجة بالعامية لنص شكسبير، وعنوانها يرتبط بالقائد الاسكتلندى ماكبث (لورد مقاطعة جلاموس) وزوجته الطموحة (لي).. وتحكى المسرحية قصة نبوءة ساحرات لماكبث وزميله القائد بانكو، حين اخبرن ماكبث بعد موقعة انتصر فيها- بأنه سيصير (لورد مقاطعة كودور) ثم اخبرنه بانه سيصير ملك اسكتلندا.. وحين جاء الملك الى قصر القائد ماكبث ليهنئه عينه لوردا على مقاطعة كودور فتحققت النبوءة الاولي، ثم راحت الزوجة الطموحة الشريرة (لي) تحرض زوجها على قتله ليتربع بدلا منه على العرش، وتتهمه بالتردد والجبن، حتى انتفض مقتحما غرفة الملك وقتله وهو نائم، وهرب ولداه احدهما الى انجلترا والآخر إلى ايرلندا، وعاش ماكبث معذبا لا ينام، متخيلا كفيه مخضبين بالدماء، ولكنه صعد الى سدة العرش ليصبح ملكا.. ومن وسط تلك التراجيديا العنيفة فجر معدو ذلك العمل ومخرجته مروة رضوان المتميزة بجد، بركانا من الضحك، واجتاحوا خشبة مركز الابداع بموجات من الحيوية المدهشة، وقدموا لنا جوقة موهوبة من الممثلين والمؤدين الاستعراضيين، تكاملت فيهم مهارات (الرقص والغناء والتمثيل) على نحو يعكس نجاحا كبيرا لتلك الدفعة التى شاهدت عددا من عروضها فى اثناء الدراسة.. واحب ان اذكر فى مقام تحية اولئك المبدعين الرائعين اسماء: رشا مجدى (مصممة رقصات ومغنية وممثلة) ميادة عمرو- زينة زين- سارة عادل- عماد الطيب- احمد محارب- عبدالعزيز حسين- ريهام سامي- محمود سليمان.. وربما يعن لى ايضا- التساؤل عن اسباب غياب مثل تلك الاعمال البديعة عن شاشة تليفزيون أبلة درية شرف الدين. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع