قدرت هيئة استاد القاهرة الخسائر المادية الناجمة عن أعمال الشغب التى قامت بها جماهير الألتراس الأحمر، عقب مباراة السوبر الافريقى بين الاهلى والصفاقسى بنحو 650 ألف جنيه شملت تحطيم جميع الواجهات الزجاجية بالاستاد، وخمسة آلاف مقعد، وغرفة الامن الخاصة بمتابعة دخول الجماهير. وقامت هيئة الاستاد برئاسة الدكتور أشرف صبحى بعمل محضر وحصر للتلفيات من جانب الإدارة الهندسية بالهيئة، بخلاف المحضر الذى قامت الشرطة بتحريره لتوثيق الاعتداءات التى تعرضت لها من جانب الألتراس. وتسببت الأحداث المؤسفة التى أفسدت الأجواء الاحتفالية بلقب السوبر الإفريقي، فى إصابة 25 ضابطاً ومجنداً، وحرق إحدى سيارات الشرطة وتحطم عدد من سيارات المواطنين. وطالبت هيئة الاستاد إدارة الأهلى بسرعة سداد قيمة هذه التلفيات التى تسببت فيها جماهيرها لإعادة الاستاد إلى سابق عهده. وتوجد روايتان مختلفتان للأحداث، الأولى تقول إن رجال الشرطة قاموا بتمزيق (البانرات) وهى اللافتات الكبيرة التى اعتاد الألتراس وضعها داخل الاستاد للتعبير عن موقفهم من قضية معينة، مما تسبب فى هياج كبير فى المدرجات ضد تصرف الشرطة، فيما تقول الرواية الثانية أن الشرطة فوجئت بقيام مجموعات الألتراس بسب وزارة الداخلية دون سبب أو مبرر واضح، مع محاولة بعض الأفراد النزول لأرض الملعب، كما تشير الرواية ذاتها إلى أن قوات الأمن تعرضت لإلقاء أكياس بداخلها قاذورات، وهو ما أشعل الموقف!!. وشهدت ليلة المباراة عددا من الأحداث.. عززت التنبؤ بوقوع أحداث مؤسفة خلال المباراة، أو بعدها، فقد علم «مندوب الأهرام» بأن الألتراس توجهوا للاستاد ليلة المباراة لدخوله بدون استئذان أو الحصول على تصريح بذلك، ولما فشلوا دخلوا فى مفاوضات مع هيئة الاستاد من أجل السماح لهم بدخول مجموعات منهم للاستاد لإجراء (بروفة) لما يسمونه (الدخلة)، وهو الأمر الذى رفضته هيئة الاستاد خوفاً من أن يصبح دخول الاستاد ليلة أى مباراة حقاً مكتسباً يطالبون به الألتراس فى المستقبل، كما رفض الأمن ومسئولون بالأهلى أيضاً السماح للألتراس بدخول الاستاد، إلا أن تدخل محمد مرجان مدير النادى الأهلى الذى شارك فى حوار حضره رجال الأمن ومدير هيئة الاستاد وممثل عن الألتراس، تم الاتفاق خلاله على تأجيل دخول الالتراس إلى صباح يوم المباراة بعدما تمسك رئيس هيئة الاستاد أشرف صبحى بموقفه خوفاً من حدوث أى تطورات مفاجئة. وقد نجح مرجان فى إزالة المخاوف وإقناع الأمن وهيئة الاستاد فى تقريب المواقف بين الطرفين، هذا الموقف أثار مخاوف رجال الشرطة مما دفعهم لتشكيل دوريات راكبة طافت حول الاستاد لتأمين مداخل الاستاد خوفاً من اقتحامه تحت جنح الظلام. كما تواجد طاهر أبوزيد وزير الدولة للرياضة إلى استاد القاهرة وقد اجتمع معه عدد من قيادات الأمن لبحث إجراءات تأمين المباراة، وتأكيد ضرورة الحرص على إخراجها بصورة مشرفة. غير أن ما ألقاه الألتراس على رجال الأمن وما أشعلوه من (شماريخ) فتح باب التساؤل حول جدوى اجراءات التأمين والتفتيش التى قامت بها الشرطة قبل المباراة، أما الإجابة فتتمثل فى أن التفتيش كان يجرى بحثاً عن الأسلحة فقط دون الاهتمام بمنع دخول الشماريخ وغيرها من أدوات الشغب، فكانت النتيجة هى ما جرى عقب المباراة!!. وبلا شك، فقد أدت هذه الأحداث إلى طبع لقب السوبر بلون الدم بعدما انطفأت فرحة الأهلى وجماهيره الحقيقية بلقب قاري، لكن الأمور لن تتوقف عند استمرار حرمان جماهير الكرة من حضور مباريات الدورى حسب بيان وزارة الداخلية، بل إنه من المؤكد أن تمتد خسائر الأهلى لتصل لحد التعرض لعقوبات من جانب الاتحاد الإفريقى (كاف) الذى يستعد لتوقيع عقوبة مالية كبيرة على الأهلي، لتضاف للعقوبة المنتظرة من جانب الاتحاد الدولى (فيفا) عقب شغب الألتراس خلال بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة بالمغرب. وفى الختام، فإنه لابد من الوقوف أمام التصرفات الطائشة وغير المسئولة التى اعتاد الألتراس القيام بها فى المناسبات الكبيرة.. كما أنه لابد من التساؤل حول من يدفع هؤلاء الصغار، خاصة أنه لا يمكن إلقاء اللوم على الشرطة التى سمحت بدخول أعداد كبيرة من الجماهير فى المباراة، وكان من الممكن أن تكون المباراة فاتحة خير يمكن من خلالها المطالبة بعودة الجماهير للمدرجات فى مباريات الدوري، لكن ذلك أصبح حلماً بعيد المنال، بعدما وصلت العلاقة بين الشرطة والألتراس لطريق مسدود، ولا أحد يعرف كيف سينتهى الصراع بين الطرفين، لكن المؤكد هو أن كرة القدم هى الخاسر الأكبر!. كان هناك.. بطولات بلون الدم