فى شهر يونيه عام 2011 أقيم الملتقى العلمي للآثار، وكانت المرة الأولى التي لم يرأسه فيها دكتور زاهي حواس، هذا الرجل الذي تجاهلت أخطائه وسائل الإعلام بالقدر الذي فرضته علينا طوال 10 سنوات، فلم يتم الإعلان عن مخالفاته، ولا التنويه عن البلاغات التي قدمت ضده للنائب العام، ولم تلق بالا لرأى الشارع المصري الرافض له بكل قوة، والذي تم تجاهله نهائيا، فعلى العكس قد تم الرد علي هذا الرفض بتنصيب زاهي وزيرا للآثار المصرية، وكأن الشارع المصري لم ير حسنات ذلك الرجل التي تؤهله وحده لهذا المنصب، فبدا وكأن هناك من يضغط على مصر من خلال وسائل إعلامها، ويفرض وجوده وسط الآثار المصرية فى منصبه، بل والترقي لمنصب أعلى لكي يحقق لهذه الجهة الخفية، متطلباتها من الآثار المصرية، ومن ثم فرضت تحسين صورته، أو عدم المساس بها من قريب أو بعيد، وعدم تشويه اسم حواس أو التشكيك فى نزاهته التي تم فرضها على الساحات شرقا وغربا، باعتباره رجل الآثار الأول والأوحد فى العالم، حتى خرجت علينا إحدى الأجنبيات المهتمة بالآثار فى الملتقى وقالت فى استفتاء تليفزيوني عنه "آثار مصر من غير زاهي ولا حاجة" واختلفت بالطبع الآراء بعد ذلك ونسبت له ألقابا وتوصيفات جديدة شأن هو سبب النكبة، حاميها حراميها، وبدلا من أن يستكمل الملتقى نقاشه المفتوح بشفافية عن 29 كشفا اثريا، تحول النقاش عن زاهي والمشكلات التي خلفها من زيادة عدد البعثات الأجنبية، وتعمد تعطيل كاميرات المتحف المصري، ووضع سلم خلفي لتسهيل عمليات السرقة، المخالفات المالية، التي يتحفظ البعض على مستنداتها، وتم التقدم بها للنائب العام، بالإضافة الى شكوى الأثريين من تحويله للمناطق الأثرية الى دبزنى لاند، ومع ذلك فهو منذ ذلك الحين وحتى الآن هو حر طليق، ورغم ظهور عشرات الصفحات على الفيس بوك تندد به، وتفضح كل خباياه، لعل أحدا ينصت إليهم، ومنها صفحات "معا لوصول زاهي إلى طره، محاكمة لص الآثار، نطالب بإقالة زاهى، ثورة الأثريين ضد زاهي"، والتساؤل هنا.. لماذا نصم أذاننا، ونكتم أفواهنا، ونخفى عن أعيننا حقيقة واضحة وضوح الشمس وما هى تلك القوة الخارقة التى تملك سلطة التحكم فى تسيير أمورنا، وحماية آثارنا، وتستطيع لى ذراعنا جميعا بكل أنظمتنا، حتى أن قضاءنا أطلق صراحه بعد أن حظر سفره؟ ويلقى بنا هذا الصمت الرهيب فى بئر من التساؤلات التخيلية، والتي تشير جميعها الى تورط بعض الأسماء الكبرى معه، لذلك فهو مطمئن ويأكل شرائح البطيخ الصيفي الباردة التى طرحت فى بطنه، ويحتسى قهوته كل صباح، وتعلو وجهه ابتسامة سخرية واستهزاء وهو يتذكر ملايينه التي حصدها فى غفلة من المواطن، وبتغطية كاملة شاملة من النظام، فلم ولن يقرب ملايينه أحد، ولينعم بها وبحريته. [email protected] المزيد من مقالات ناهد السيد