اشتعلت الأوضاع السياسية والميدانية فى أوكرانيا مجددا فى ظل تصاعد الاشتباكات بين متظاهرى المعارضة وقوات مكافحة الشغب فى ساحة العاصمة كييف مما أسفر عن مقتل 25 وإصابة أكثر من 1000 شخص وفقا لما أعلنه مصدر طبى عبر إذاعة معارضة، فيما أعلن الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش أمس ملاحقة زعماء المعارضة الذين تخطوا الحدود، على حد تعبيره، متهما إياهم بالسعى من خلال العنف للاستيلاء على السلطة. وقال يانوكوفيتش فى كلمة إلى الأمة: «زعماء المعارضة تجاهلوا مبدأ الديمقراطية القائم على الوصول إلى السلطة من خلال انتخابات وليس فى الشارع، وتخطوا الحدود بدعوة الناس إلى حمل السلاح، وسنحاكم المذنبين»، وهدد الرئيس باستخدام القوة واللجوء إلى الجيش فى قمع المتظاهرين، كما حمل زعماء المعارضة مسئولية إقدام المتطرفين فى الميدان على الكفاح المسلح. وقال: لقد حاول هؤلاء السياسيون المزعومون الاستيلاء على السلطة من خلال انتهاك الدستور بعد أعمال عنف وقتل. وفى الوقت الذى أعلن فيه يانوكوفيتش اليوم حدادا وطنيا بعد تصاعد الوضع ميدانيا، شنت قوات مكافحة الشغب الأوكرانية هجوما جديدا فجر أمس على ميدان الاستقلال بالعاصمة الذى يحتله المتظاهرون منذ 3 أشهر، واتخذت عناصر الشرطة مواقع حول النصب الذى يتوسط الميدان بعد أن ألقت وابلا من القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، واشتعلت النيران فى الخيم المنصوبة فى الميدان الواحدة تلو الأخرى، ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة وإقامة جدار من النار للاحتماء من قوات الأمن اصطف خلفه متظاهرون وهم يرتدون خوذات ويحملون عصا ودروعا معدنية شبيهة بتجهيزات الشرطة ليشكلوا خط دفاع أول. كما هاجم المتظاهرون عدة مبان حكومية غرب البلاد من بينها مقر الشرطة والأجهزة الخاصة فى مدينة كييف واستولوا على أسلحة فى وحدة عسكرية. واتهم زعماء المعارضة الأوكرانية الحكومة بالفشل فى التعامل مع أحداث العنف عقب مباحثات أمس الأول مع يانوكوفيتش لحل الأزمة السياسية، وقال زعيم المعارضة فيتالى كليتشكو: الرئيس يتصرف بصورة غير مرضية. وفى إطار ردود الفعل الدولية إزاء الأحداث، دعا جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكى إلى سحب قوات الأمن من شوارع كييف وإبداء أكبر قدر من ضبط النفس، مشددا على الضرورة الملحة لبدء حوار فورى مع قادة المعارضة، فى الوقت الذى نصحت وزارة الخارجية الأمريكية رعاياها بعدم السفر إلى أوكرانيا, وحث جاى كارنى المتحدث باسم البيت الأبيض الرئيس الأوكرانى على التهدئة «فورا» وإنهاء المواجهة فى ميدان الاستقلال، مكررا دعوة واشنطن إلى الحوار مع زعماء المعارضة، ووضع حد لاستخدام القوة المفرطة من الجانبين. وفى السياق نفسه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن «قلقه البالغ» بشأن الوضع فى أوكرانيا، فيما لوح وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير بفرض عقوبات أوروبية على كييف. وفى غضون ذلك، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون أمس أن الاتحاد سيدرس فرض عقوبات على المسئولين عن القمع فى أوكرانيا . وفى موسكو، حمل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من سماهم ب «المتطرفين» فى أوكرانيا مسئولية أعمال العنف، فيما قال دميترى بيسكوف المتحدث الرسمى باسم الكرملين: «الرئيس الروسى لن ينصح نظيره الأوكرانى بما يفعله وكيف يفعله»، ووصف احتجاجات المعارضة بأنها «محاولة انقلاب».