نصف المصريين على استعداد لأن يموتوا دفاعا عن مياه النيل بدلا من ان يموتوا عطشا هذه حقيقة يجب ان يدركها العالم كله.. ان اخطر ما فى قضية الخلاف بين مصر واثيوبيا الأن ان اثيوبيا لا تدرك حقيقة مشاعر الشعب المصرى لو انقطعت عنه المياه ان قضية مياه النيل ليست قضية مصرية اثيوبية ولكنها قضية دولية تهدد الشعبين معا..ومنذ سنوات والغرب يتحدث عن حرب المياه القادمة وان اخطر ما يواجه العالم ان تشتعل هذه الحروب..ولنا ان نتصور لو ان دول اوروبا مثلا قطعت مياه الأنهار عن بعضها وما يمكن ان يحدث بينها..ان قدر مصر ان تكون آخر نقطة فى مجرى النهر الخالد فهل كانت اثيوبيا تستطيع ان تقطع المياه عن كينيا او اوغندا او الكونغو او تنزانيا وبقية دول حوض النيل لو حدث ذلك لخرجت القبائل الإفريقية واحتلت اديس ابابا..ان سلطة القرار فى اثيوبيا لم تدرك حتى الأن خطورة ان يجد المصريون النيل بلا مياه وماذا يفعل تسعون مليون مصرى قبل ان يموتوا عطشا امام نهر هو كل حياتهم..لم يعرف العالم كله شيئا عن النيل إلا انه مصرى ولم يفكر احد من المؤرخين من اين يأتى ماء النيل فهو يجئ من اماكن كثيرة..فى تاريخنا الحديث كانت هناك وقفات وحروب حول مياه النيل ولا احد يتمنى ذلك لأن اثيوبيا شعب صديق وبيننا علاقات تاريخية فى الدين والتعاون الخلاق ولكن الغريب ان اصحاب القرار فى اثيوبيا يتصورون ان مصر التى تواجه ازمات داخلية يمكن ان تفرط فى مياه النيل حياة شعبها ومستقبله .. هذا الفهم الخاطئ من الجانب الأثيوبى جعلهم لا يفكرون بصورة جادة وهى ان النيل قضية شعب وليست قضية خلافات او صراعات سياسية داخلية وان هذا الشعب يمكن ان يدفع حياته دفاعا عن هذه الحياة .. مطلوب ان تصل هذه الرسالة الى الشعب الأثيوبى ان المصريين حريصون على تنمية اثيوبيا ورخاء شعبها ولكن مياه النيل ليست قضية اقليمية بين دولتين ولكنها يمكن ان تشعل الصراع فى مناطق اكبر واوسع واشمل لمزيد من مقالات فاروق جويدة