طالعنا وزير الكهرباء والطاقة بطرح موعد للمناقصة العالمية لبدء تنفيذ برنامج إنشاء المحطات النووية الثمانى لتوليد الكهرباء فى الضبعة، على الرغم مما تناولته الصحف فى فترة سابقة، أن الشأن النووى سيؤجل لحين انعقاد مجلس النواب المقبل والأمر يتعلق ببديل متجدد كمنحة إلهية وافر الغزارة، وهو إما طاقة شمسية حيث تعد مصر من أكثر المناطق فى العالم سطوعا ولمدد متناهية الطول لنحو 300 يوم فى العام أو فى طاقة الرياح المتوافرة على امتداد خليج السويس بسرعة ريح مثالية قدرها 10 أمتار لكل ثانية. والطاقة المتجددة آمنة تماما ونقية وغير ملوثة للبيئة، والناتج الوحيد هو الطاقة الكهربائية. والسؤال: لماذا ننفق عشرات المليارات من الدولارات فى الشأن النووى وما يتضمنه من الملابسات من حيث الأمان النووى والحاجة إلى الوقود النووى الأساسى والتخلص من النفايات المشعة طويلة الأمد والعوامل المناخية المفاجئة واضطرابات الأرض والحاجة إلى خبرات متعمقة للإنشاء، واستمرار ودوام الصيانة. أما الطاقة المتجددة فقد أصبحت متداولة فى التطبيق عالميا ومعروفة، سواء بواسطة المجمعات المكافئة أو الخلايا الشمسية أو توربينات هواء عالية القدرة. ولنا خبرة جديدة بالامتداد فى محطة إنتاج الطاقة الشمسية بالكريمات بقدرة 20 ميجاوات أو بمزارع رياح على امتداد منطقة الزعفرانة.. وهناك بلاد عربية بدأت استخدام تلك التقنيات لإنتاج الطاقة الكهربائية وتصديرها للخارج مثل المغرب. علينا أن نتريث ولنا فى فاجعة محطات فوكوشيما دايتشى النووية الست باليابان العظة والاعتبار، حيث داهمها زلزال هائل تبعه تسونامى هادر دمر تلك المحطات ونتج عنه تلوث إشعاعى لمناطق شاسعة شمال شرق ذلك البلد الذى فى حيرة للآن للتخلص الآمن من الماء الملوث القابع أسفل المحطات. كما أن هناك دولا كبرى بدأت بالفعل فى تفكيك محطاتها النووية والتخلص منها نهائيا فى غضون سنوات قليلة مثل ألمانيا وسويسرا.. ومن الضرورى أن نناقش هذا الأمر الحيوى على جميع المستويات الشعبية والعلمية والتنفيذية حتى نرى صوابا فى الرأى مع اتخاذ القرار الأجدر بالأولوية لسد احتياجاتنا من الطاقة الكهربائية. د. جمال سعيد كلية العلوم جامعة الفيوم