أعلن وزير الكهرباء والطاقة قرب طرح مناقصة عالمية لبدء تنفيذ برنامج انشاء المحطات النووية الثمانى لتوليد الكهرباء فى الضبعة، حيث تعانى مصر من نقص موارد الطاقة الأحفورية المتمثلة فى الغاز والبترول، كما ستواجه البلاد شحا فى المياه العذبة، ومن المنتظر من الجهات المعنية أن توفر حلولا حاسمة لحل هاتين المشكلتين بإنتاج الطاقة الكهربائية اللازمة وتحلية المياه عن طريق انشاء المحطات النووية أو استغلال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة. وعلينا ان نتريث قبل طرح هذه المناقصة، ولنا فى فاجعة محطات فوكوشيما دايتشى النووية الست باليابان العظة والاعتبار حيث داهمها زلزال هائل تبعه تسونامى هادر دمر تلك المحطات ونتج عن ذلك تلوث إشعاعى لمناطق شاسعة شمال شرق ذلك البلد الواقع فى حيرة للتخلص الآمن من الماء الملوث القابع أسفل المحطات حتى الآن، وكذلك ما حدث فى مفاعل تشرنوبيل وتلوث مناطق شاسعة حول المحطة. كما أن هناك دولا كبرى بدأت بالفعل فى تفكيك محطاتها النووية والتخلص منها نهائيا فى غضون سنوات قليلة مثل ألمانيا وسويسرا.والبديل هو استخدام مصادر الطاقة المتجددة كمنحة إلهية وافرة الغزارة ومنها الطاقة الشمسية، حيث تعد مصر من أكثر المناطق فى العالم سطوعا للشمس لنحو 300 يوم فى العام، أو طاقة الرياح المتوافرة على امتداد خليج السويس بسرعة ريح مثالية قدرها 10أمتار لكل ثانية، والطاقة المتجددة آمنة تماما ونقية وغير ملوثة للبيئة، والناتج الوحيد هو الطاقة الكهربائية، والسؤال لماذا ننفق عشرات المليارات من الدولارات فى الشأن النووى وما يتضمنه من الملابسات من حيث الأمان النووى والحاجة إلى الوقود النووى الأساسى والتخلص من النفايات المشعة طويلة الأمد والعوامل المناخية المفاجئة واضطرابات الأرض والحاجة إلى خبرات متعمقة للإنشاء واستمرار ودوام الصيانة. أما الطاقة المتجددة فقد أصبحت متداولة فى التطبيق عالميا ومعروفة سواء بواسطة المجمعات المكافئة أو الخلايا الشمسية أو توربينات هواء عالية القدرة. ونحن لنا خبرة متمثلة فى محطة إنتاج الطاقة الشمسية بالكريمات بقدرة 20ميجاوات أو بمزارع رياح على امتداد منطقة الزعفرانة. كما أن هناك بلادا عربية بدأت استخدام تلك التقنيات لإنتاج الطاقة الكهربائية وتصديرها للخارج مثل المغرب، كما انشأت دولة الإمارات العربية محطة طاقة شمسية (شمس1) لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 100 ميجا وات وهى تعتبر أكبر محطة فى الشرق الأوسط لانتاج طاقة نظيفة. ومن الضرورى أن نناقش هذا الأمر الحيوى على جميع المستويات الشعبية والعلمية والتنفيذية حتى نرى صوابا فى الرأى مع اتخاذ القرار الأجدر للأولوية لسد احتياجاتنا من الطاقة الكهربائية والمياه العذبة. د.جمال سعيد جامعة الفيوم