تمر الأيام لتبقى الذكريات تأسرنا احيانا بجمالها, وأحيانا أخرى نبحث عن ملجأ للهروب منها, وبين هذا وذاك يدرك الانسان القيمة الحقيقية عندما تمر لحظات العمر, وهى متجسدة فى صورة فوتوغرافية أو لوحة فنية، ولأن الفنان هو القادر على تجسيد الخيال, لذلك جاءت «مذكرات ملونة 2014» لتكون عنوانا لمعرض الفنان عاصم عبدالفتاح, الذى يقام حاليا بجاليرى «الكحيلة أرت» . يضم مجموعة أعمال فنية, من التصوير الزيتى بأحجام مختلفة، ارتكز الفنان بصف ة عامة فى معرضه على السمات والرموز المصريه, مستمسكا من خلالها بالتراث المصرى الأصيل, الذى يتجلى فيه عبق التاريخ .وظهر ذلك من خلال انامل استطاعت ان تجمع بين البساطة فى الخط والقوة فى الأداء, كما تميز الفنان باستخدام الألوان المبهجة التى توحى بالتفاؤل والأمل, قيل عنه: إن إعادة صياغة الشكل التصويري, هى مهمة مستمرة عبر محاولات الفنان عاصم. وتظل مشكلة التحرر من النموذج, مع الحفاظ على مدلول الشكل, هى هاجس الفنان الاول نحو قيم إبداعية أصيلة. فبين تلك المسافات تتفرع اشكال تثير الدهشة لا تحاكى الواقع, قدر ما ترسم عالما مختلفا له خصوصية التكوين, والنسب والألوان والظلال, والبيئة الشعبية بكل ما تمثلة من أناس وحركة وتقاليد وعادات، هى مصدر الإلهام الأول والوسيط فى تلك العملية. ومن اللوحات التى أضاءت جدران الجاليري, «بائعة الخبز» الذى استخدم الفنان فيها بعض الرموز التى توحى بحياة المصرى البسيط من خلال ملابس البائعة وبعض من قطع القماش الفنية من شغل الخيامية, والديج المسروم فى الخلفية. مختارا الخبز ليكون بطلا فى اللوحة, وكأنه دليل على مدى أهمية الخبز فى حياة الإنسان. اما لوحة عازف العود وكأنه ينعى ما فات وولى من الفن الاصيل, ويربطه بمدى اهمية الفن والثقافة لرقى أى مجتمع. الفنان شارك فى كثير من المعارض داخل وخارج مصر كما أن له العديد من المقتنيات مثل متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة ومتحف كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ويستمر المعرض حتى يوم 28 من الشهر الجارى .