السطور المقبلة فى هذا العمود ليست شكوى الى الصديق نبيل فهمى وزير الخارجية، وليست تحريضا على احد موظفيه، كما ليست تعبيرا عن (وجهة نظر). يسعى السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى باسم الخارجية –كالعادة- الى الرد على صاحبها وافحامه واسكاته!.. السطور هى تعبير عن مطلب عززته تجارب بعض المواطنين المصريين، ونقلوه لى بالبريد الالكترونى وعبر الهاتف، وخلاصته ضرورة أن يؤدى الموظف العام على قمة السلك القنصلى فى بلد بعينه واجبه بحضور المؤتمرات والتجمعات ذات الصلة ببلدنا، ليعكس اهتمام الدولة المصرية بكل ما يتعلق بمصالحها.. ولقد قامت شركة “ميرلون” للتنقيب عن البترول واستكشافه بعقد مؤتمر فى ولاية هيوستون الامريكية منذ ما يقرب من اسبوع، وخصصت اعمال المؤتمر لتشجيع الشركات الامريكية على الاستثمار فى التنقيب والاستكشاف بمصر بعد أن هاجرت شركات كثيرة من بلدنا –فزعة- نتيجة ظروف عدم الاستقرار، والاضطراب السياسى الكبير الذى عشنا فيه خلال ثلاث سنوات خلت.. وحضر ذلك المؤتمر ممثلون لمائتى شركة امريكية مهمة، وخلصوا الى تشجيع عودة الشركات الى مصر مرة اخرى، وقد دعا منظمو المؤتمر السيد علاء عيسى قنصل مصر فى هيوستون، ولكنه لم يجد فى مؤتمر كذلك اهمية تستحق حضوره الجلسات بنفسه، فارسل السكرتير الثالث محمد زيد، يعنى –بالعربى- استكبر القنصل على اداء الواجب بنفسه، وقد اخبرنى المهندس ماجد عبد الحليم مدير الاستكشاف بميرلون مصر واحد منظمى المؤتمر أن مستوى تمثيل القنصلية فى مؤتمر كبير كهذا كان صادما لكل من بذل مجهودا فيه من اجل استعادة وتعظيم المصالح المصرية.. وبالطبع كان من الممكن اعتبار تلك الواقعة استثنائية ونتيجة ظرف قاهر وعابر وغير قابل للتكرار، لولا شكوى اخرى من الدكتور علاء حداد مدير الاورام بمستشفى 57357 الذى دعا نفس القنصل الى مؤتمر طبى مهم فى هيوستون، فأبى علاء عيسى الحضور رغم اهمية الطبيب المصرى الشهير، ووزن المؤتمر الذى يرتبط بالاسهام المصرى المتقدم فى ذلك المستشفى الذى نفخر به جميعا.. الاستعلاء على اداء الواجب اخر ما يمكن أن تقبل به ضرورات العمل القنصلى، وهذا ما نرجو نبيل فهمى أن يعلمه لقناصلته، مع كل تقديرى للمجهود الذى يقوم به الوزير والوزارة فى ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد.