لا يمكن أن نقامر بمستقبل الوطن، والوطنى الأصيل لا يعرض بلاده للخسارة أبدا، والمشهد السياسى فى البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات يمثله مغامرون لا يفزعهم خراب البلاد، والوجدان يحزن كثيرا ويتألم من صراع المصالح، ونفاق الصغار، وبعض الكبار أيضا. ببساطة نحرق كنوز الدنيا.. وبسهولة نسفك الدماء.. وبلا مبالاة نقذف باقتصاد الوطن فى بحر البلاهة الوطنية. ووسط غابة النضال الرمادي.. أسعدتنى صحوة الشعب المصرى وإيجابيته فى التصويت ب «نعم» فى الاستفتاء، وفى فتح صدره لاستقرار مصر، متفاديا وغير آبه لمولوتوف المغيبين. وحمدت الله لأن وطنى مملوء بمحبيه، مثل تلك السيدة البسيطة بائعة الخضار، التى سألها الباحث الصحفى سليمان شفيق عن الاستفتاء، فقالت: ذهبت وقلت «نعم»، وسألها: لماذا؟، ردت: علشان نتستر على مصر.. إنها ترد بتلقائية على اللاعبين على حبال الوطنية، الذين يلوحون بشعارات براقة الشكل خطيرة الأغراض.. هناك فئة فى بلادى لا تدرك قيمة الوطنية، وتبحث عن مكاسب غير معقولة ولا مقبولة، وتدفعها سطحية فكرها لتدمير الوطن، لتمتلك «فتاتة». إنها خطة شيطانية، خطط لها أوغاد أجانب، يحركون بها عفاريت الشوارع. وللأسف هناك إعلاميون ونخبة من أهل القمة، يفهمون ويدركون الحقيقة المُرة، ولكنهم يقفزون من فوقها، ويتخيلون أكاذيب ومعانى لا يصدقها عقل؟.. فالحقيقة الواضحة المنشورة فى سماء الخارج تعترف بأن هناك مخططا اسمه «الشرق الأوسط الجديد»، ووقوده الفوضى الخلاقة.. وإذا ببعض النخبة تساعد وتساند أهل الفوضى الخلاقة، فيكتب أحدهم مدافعا عن حماس ويستعجب من مهاجمتها، ويضرب كفا على كف للظلم الواقع على أحد المقبوض عليهم لاتهامه بالتورط فى تفجير مديرية أمن القاهرة، ولكنه لا يستنكر إسالة الدماء بين أبناء الوطن، ومهاجمة الأبرياء، والإصرار على استوطان الفتنة على أرض السلام.. مصر. وكاتب آخر أزعجنا بديمقراطية بلا منطق، ويظل يكتب لوغاريتمات مبهمة قائلا: كنت أتمنى أن تجرى إنتخابات رئاسية مبكرة.. والسؤال: ألم يطرح ذلك على الرئيس المعزول محمد مرسى ورفض؟.. ما الحل.. هل ننتظر حتى تتدهور البلاد أكثر، وتخرب وتسلب منا أراضينا وكنوزنا التى تسرق منا جهارا نهارا، أو تدمر ببلادة ودون وعي؟ وهناك على الساحة من يغازل بعض الشباب وإن جنحوا عن الحق، ويظل ينافقهم بأن الثورة مستمرة.. وليتوقف العمل.. وآخر يبرر حماس بعض الشباب المشبوه ويدافع عن حقهم فى الثورة بلا هدف، والتعبير عن نفسه برعونة: وماذا عن حق البلاد فى بداية جادة فى وجود دستور متفق عليه، والتفاف وطنى لصد مخاطر يصر عليها الغرب الخبيث والمتواطئ واللعوب فى الداخل. إلى كل هؤلاء أقول: ادركوا خطر اللحظة، فهذا هو المطلوب منا جميعا ابتداء من بائعة الخضار التى تخاف على مصر، وتبحث عن أمانها وأمنها ولياقتها الوطنية.. وكفانا مراوغة، تصب فى مصلحة الأعداء «الكثر»، ويقطع لسان كل من يهاجم خير أجناد الأرض، لأنه يفضح نفسه ب «خيانة الوطن»، أو يؤكد ركاكة فكره، وكذلك كل من يهاجم رجال أمننا.. فالدولة مؤسسات إذا سقطت والعياذ بالله ستسقط الدولة. والسؤال: هل هناك على أرض بلادى من نطلق عليهم بنى آدميين أنوفهم طويلة حتى لا يروا أبعد منها؟ إن إنقاذ مصر فى تكاتفنا، وإن اختلفنا.. انظروا حولكم لتروا كيف مزقت سكين الفوضى أوطانا. هادية المستكاوي