قضية مهمة أعتقد أن الوقت مناسب للكتابة عنها الآن.. هي قضيةالشيخ مظهر شاهين, خطيب عمر مكرم بميدان التحرير الذي ملأ الدنيا بالتصريحات الثورية والقضايا التي يفهم فيها والتي لايفهم.. تصريحات وأقوال وبرامج وكتابات لا أدري أين هو الوقت الذي يجده لها, وفي المقابل سؤال: متي يؤدي دوره الديني الذي يصرف عنه مرتبه الشهري وحوافزه ومكافآته؟ وهل يعتقد إمام عمر مكرم أنه يقتنع رواد مسجده حين يخطب فيهم يوم الجمعة, وكل جمعة, او حين يؤدي الدرس الديني بالمسجد اذا كان يؤديه أصلا حول قيمة العمل تأسيا بقوله تعالي وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون؟!.. أعلم أن الامام قد يكون ليس في حاجة الآن لدخله الذي يحصل عليه من الأوقاف خصوصا بعدما هبت عليه رياح الفضائيات بأرقام حين نسمعها تصيبنا بنوع من الحقد عليه والحسد, وتؤكد أنه ليس بحاجة الي موقعه أيضا بهذا المسجد الشهير, فهل يترك الموقع لغيره ويسير في الاتجاه الذي ارتضاه لنفسه بطلا قوميا وثائرا, وبعدما نقلت إحدي الفضائيات أيضا علي الهواء ما حققه لنفسه من ثراء تمثل في شرائه شقة ثمنها فلكي كما ذكرت القناة ولم يرد هو عليها؟! أقول ذلك بعد الهيصة التي أثارها الشيخ عندما استدعته وزارته التي يعمل بها, والتي عاملته كبقية المشايخ دون تفرقه للتحقيق فيما نسب اليه من استغلاله لموقعه ومسجد الوزارة وليس مسجده في الدعاية لأحد المرشحين المحتملين للرئاسة, وغير ذلك من اتهامات, فالشيخ الذي ترك العمة والكاكولا ليلبس الجينز والماركات العالمية أخذته العزة بالأثم ورفض المثول للتحقيق, بل واعتبر مجرد التفكير في محاسبته والاستماع لأقواله جريمة يحاسب عليها من ارتكبها وهو الوزير الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي, الذي بالقطع لايحب الثورة ولا الثوار وفي الوقت نفسه يحارب الثائرين وخطيبهم في رأي الشيخ!. لماذا لا يقدم الشيخ النموذج الديني الراقي الذي يأمرنا بالادلاء بأقوالنا ككلمة حق حين نطلب للشهادة او نرد علي الاتهام؟ اذا كان الشيخ بريئا فلماذا لا يذهب بهدوء للتحقيق ويعود منتصرا مادام علي حق او يحاسب علي ما فعله اذا كان مخطئا؟ أم هل الثورة وكل من ينسب نفسه اليها تجعل الكل غير مخطيء أو علي رأسه ريشة, وهو عكس ما قامت عليه الثورة وليس من أهدافها التي في مقدمتها العدل والمساواة؟! إن الدعاة الذين جعلوا الثورة حجتهم فأهملوا واجباتهم وتركوا منابرهم وانشغلوا بمطالبهم الشخصية حتي ولو كانت مشروعة مطالبون اليوم ومعهم قياداتهم بعودة الروح الي المنابر, والاهتمام بالمساجد والتأكيد علي دورها في خدمة الاسلام والمجتمع.. مطالبون باعادة النظر في خطبة الجمعة التي تحولت الي دردشة لايخرج منها المصلي بالفائدة إن لم تكن مضيعة للوقت, ففقدت الهدف منها اذ إن النزر القليل من الدعاة هو الذي يذاكر خطبته ويربطها بما يحدث في المجتمع.. مطالبون ومعهم الوزارة بعودة الحياة الي الدروس اليومية او الأسبوعية بحيث تجتذب الأطفال والشباب فيستفيدون من روح الاسلام السمح المعقول والمستنير بعيدا عن قوي الجذب الأخري التي قد تكون لها اجندتها التي تريد فرضها ونحن في غيبوبة جميعا, فمساجد الأوقاف هي الأولي بجذب الناس الي علمائها وليست أية جهة أخري. وهو دور الدعاة القدامي والجدد.. فقد مر عام علي الثورة عرف الناس والمسئولون جميعا مطالب العلماء والدعاة ولم يبق سوي العمل الجاد والمخلص والمثمر سواء في الدروس او خطبة الجمعة او حتي احترام مواعيد الوجود بالمساجد, بعيدا عن الثعبان الأقرع وعذاب القبر. وكلكم في النار, وغيرها من الأمور التي تصعب علينا حياتنا أكثر مما هي صعبة, بينما هم مطالبون بالتيسير, وفتح باب الأمل امام الناس, وتأكيد روح العمل الجماعي, وحب الوطن فعلا وليس بالقول.. هنا فقط يحق للامام المطالبة بحقوقه بل والدولة مطالبة بتقديره أكثر مما هو الآن. خير الكلام: قد ينعم الله بالبلوي وان عظمت ويبكي الله بعض القوم بالنعم المزيد من أعمدة سعيد حلوي