حتي لا يموت الوطن.. تنازل ابناء النوبة عن رفات أجدادهم وآبائهم.. لم يهتموا ولم يخلد بذهنهم إلا شيئ واحد فقط هو أمن هذا البلد ووحدته والاحساس بانهم مفتاح الحياة من الجنوب. أهل النوبة الذين إذا جسلت معهم ويحكون لك قصص التهجير من بدايتها من عام1902 بداية الهجرة الأولي مع بناء خزان أسوان وحتي عام64 يوم الهجرة الكبري, الآن لا يتكلمون إلا عن30 يونيو ودستور2014 الذي اعاد لهم الأمل بالعودة إلي موطنهم الأصلي. فبعد اقرار دستور2013 شعر أهل النوبة بأن هناك شيئا سيتغير وأن حقوق العودة سوف تعود إليهم مرة أخري بعد كل تلك السنين حيث أقر دستور2014 والذي حصل علي تأييد 98 % من اجمالي الأصوات الذين قاموا بالتصويت عليه والذين تعدوا العشرين مليون مواطن, في أحد بنوده بإعادة النوبيين إلي مناطقهم الأصلية مرة أخري مع تطويرها في غضون عشر سنوات من الآن. وينظر النوبيون إلي الدستور الجديد نظرة مختلفة هذه المرة فبعد التجاهل التام الذي لقوه أيام حكم مبارك ثم الوعود الزائفة أيام حكم الإخوان بالاهتمام بالنوبة واعمارها واعادة سكانها المهجرين إليها مرة أخري ثم ظهور دستورهم عام2012 بدون ذكر أي شيء عنهم, شعر النوبيون باختلاف خلال وضع بنود دستور2014 عبدالرحمن عوض الباحث في تاريخ النوبة من قرية السيالة يقول.. الدستور الجديد أنصف النوبة والنوبيين وهناك أكثر من مادة تؤكد ذلك فالمادة236 مثلا نصت صراحة علي أن تعمل الدولة علي تنفيذ مشروعات تعيد سكان النوبة لمناطقهم الأصلية, وتنميتها خلال10 سنوات وهذه أول مرة تعترف فيها الدولة بمشاكل النوبيين وحقوقهم والمحك الحقيقي هو تنفيذ بنود الدستور ووضعه موضع التنفيذ. من جانب آخر, في إطار الاحتفال باليوبيل الفضي للتهجير تقوم محافظة أسوان بتكريم المعمرين والمعمرات من أهل النوبة ومن بينهم الحاجة بخايتة مبارك يطلقون عليها لقب جدة الكنوز لها15 من الأولاد والأحفاد تعلمت القراءة والكتابة وحفظت القرآن الكريم بكتاب قرية السيالة, ذاكرتها قوية زارت جميع مساجد أولياء الله الصالحين بمختلف محافظات مصر اصيبت منذ عام بكسر في الحوض وهي طريحة الفراش تقول: الحنين إلي النوبة القديمة لا يموت لقد غرقت قبور الأجداد مع الأشجار والنخيل وهي مازالت عالقة بالذاكرة. الحاجة زينب أونضي.. معمرة(100 عام) من مواليد مركز الدار عاصمة النوبة القديمة والدها شهرته أونضي وتعني بالنوبية الدكر وحصل علي هذه التسمية لأنه تزوج مرتين واحتفظ بالزوجتين معا فسموه الدكر.. مازالت تتذكر رحلة الرئيس محمد نجيب للنوبة عام1952 والاستقبال الحار من النوبيين له وهي جدة لأكثر من20 حفيد, تقول: مهرها خاتم ذهب وخلخال فضة. ومازالت تتذكر المنزل الكبير الذي غرق مع باقي منازل القرية( السيالة) تحت مياه بحيرة السد.