الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري جاءت في زيارة عمل خاطفة لصالح برنامجها الجديد' المشهد'.. قالت ردا علي استغرابي من قراءات خاطئة لتفاصيل المشهد المصري من جانب إعلاميين لبنانيين مشاهير يذيدون الصورة إلتباسا.. عكس ما كان متوقعا منهم فهم الأقرب ولذا فهم الأكثر قدرة علي فك طلاسم ما يحدث في مصر لغيرهم من العرب والعالم؟.. خلال تغطيتي لمصر لسنوات عرفت جيدا تفاصيل عميقة بنسيج المجتمع المصري يصعب علي أحد معرفتها دون معايشة وتركيز ومذاكرة للتاريخ والواقع المعاصر, ولذا فإنني أتفهم' قليلا' ما يحدث في مصر, وأدرك إن وضعية الجيش تتداخل وتتشابك مع المجتمع المصري بشكل لا يوجد في بلد آخر.. ولكن يجب أن تتفهموا ظروف هؤلاء غير القادرين علي رؤية واقعكم, فمصر الدولة' الأمة' في هذا العالم العربي ليس لديها' هم' الهوية, ولا' هم' الحدود, ولا تعيش علي مخاوف بأن تصحو يوما لا تجد نفسها علي الخريطة, هي الدولة الثابتة الراسخة ذات المؤسسات العتيقة.. كل ذلك يبدو صعب الفهم علي مثقفين ومفكرين لبنانيين وغيرهم عرب وأجانب. من شاشة قناة العربية إلي شاشة' بي بي سي' لتقديم برنامجك الجديد.. شتان بين سياستين تحريريتين! ولكنك كالعادة سوف تحتفظين بشخصك وحضورك ثابتا دون ميل هنا أو ترنح هناك؟ لأنني لا أعمل بالمطبخ الإخباري للقناة التي أنتقل إليها وهو المطبخ الذي تتلون فيه الاتجاهات وتفرض من خلاله سياسة القناة.. أنا' كتييير'حرة وشخصيتي كذلك. ولكن هل تعتقدين إن ال' بي بي سي' علي المستوي العربي تحظي بنفس المشاهدة التي تلاقيها العربية؟ كل شخص علي الشاشة يسعي إلي اكتساب جمهور, وأنا عشت تجارب إعلامية كثيرة منذ بدايات عملي في' إل بي سي' وأقصي ما يخيفني هو أن أجد نفسي مستعملة' سياسيا' من جانب المحطة التي أعمل بها, وهذا لا يتوافر بمحطة ال' بي بي سي' التي تمتلك تاريخا عريقا من المصداقية والمهنية يجعل جمهورها ثابتا حاضرا فيما يخص' الاستعمال السياسي' للمذيع.. يتشابة الواقع التليفزيوني في مصر مع ما كان يحدث في لبنان منذ أعوام حينما كانت الحكومة تتشكل من داخل مؤسسة النهار الصحفية.. الآن في مصر لدينا مذيعون صحفيون يطيحون برئيس ويأتون بأخر؟! ملاحظة في محلها.. فتجربة الإعلام المصري في إسقاط الإخوان كانت نموذجا.. ولكن ذلك يأتي في ظل غياب الأحزاب السياسية وبمجرد استقرار الأمور سوف يلزم كل طرف حدة وحدودة.. ثم أنها ظاهرة قديمة منذ الستينيات ولعل أشهر هذه النماذج غسان تويني وهيكل. ولكن ألا تخيفك هذه السطوة والسلطة للصورة التليفزيونية؟ تخيفني كثيرا.. خاصة وأن القنوات المصرية باتت مشاهدة ومتابعة من قبل الجمهور العربي وبالأخص في فلسطينولبنان والأردن.. فالشاشات المصرية إنفجرت بعد25 يناير وكل شاشة تريد أن تعبر عن توجهاتها ولم يعد هناك سقف.. وهذه تجربة مهمة في حياة الشعوب, ولكن المؤكد أن الأمر في النهاية سوف يستقر علي ما هو واجب ومهني و ملزم للجميع. مالذي تعلمتيه من تجارب إنتاج وإعداد الأفلام الوثائقية.. خاصة وأن مشاريعك متنوعة في هذا الاتجاة ؟ فن' الوثائقي مغامرة فنية في كل الأحوال وفضلا عن الدقة والمذاكرة وطرق التفكير المنهجية التي تفرض نفسها علي الوثائقي ومن ثم فهي تعلم صاحبها.. أيضا أفادتني حتي في التفاصيل الفنية للصورة من إضاءة وزاوبة كاميرا ولوكيشن وديكور وغيره من العناصر.