عندما يقوم المسافر بحجز مقعده علي متن الطائرة, يجد في الكثير من الأحيان اختلافا في الأسعار بين مقعده وبين مقعد راكب اخر يجلس بجواره في نفس الدرجة علي الطائرة سواء كانت الدرجة الاقتصادية أو رجال الأعمال أو الدرجة الأولي, وقد وصل الأمر إلي اختلاف سعر التذكرة وفقا رقم المقعد وموقعه داخل الطائرة.. فلماذا هذا الاختلاف؟ معظم شركات الطيران العالمية انتهجت منذ سنوات نظاما لشرائح علي نفس الدرجة سواء كانت السياحية أو رجال الاعمال أو الدرجة الاولي وتكون الاسعار الارخص في هذه الشرائح لأسبقية الحجز, وكلما تأخر الراكب في حجز التذكرة واقترب موعد السفر يرتفع سعر التذكرة وهذا يفسر سبب ارتفاع سعر تذكرة راكب عن الاخر رغم انهما مسافران علي نفس الرحلة والدرجة علي متن الطائرة.. ومما لا شك فيه أن سعر تذكرة الدرجة الاولي ورجال الاعمال يزيد كثيرا نظرا لان الخدمة ونوعية المقاعد أفضل وهذا النوع من الدرجات نجده اليوم في رحلات المسافات الطويلة فقط وليس في الرحلات القصيرة او في شركات الطيران منخفض التكاليف, إذ ألغت الكثير من شركات الطيران الدرجتين الأولي ورجال الاعمال علي الرحلات التي لا تتعدي الساعتين وهذا بسبب تراجع الطلب عليها. وهناك بعض شركات الطيران في استراليا وأوروبا ترفع أسعار بعض مقاعدها في الدرجة الاقتصادية بحسب رقم وموقع هذه المقاعد داخل الطائرة, فتكون المقاعد عند مخارج الطوارئ والمقاعد في مقدمة الطائرة أغلي ثمنا لأنها تؤمن مساحة أكبر لراحة الراكب.. وهكذا تظل العلاقة بين الراكب وشركات الطيران أشبه بطرفي المقص, كلاهما مشدود الي الآخر.. ولكن كليهما يبحث عن مصلحته.