في دراسته عن الموقف الفني من سد النهضة,يكشف د/نادر نور الدين محمد استاذ التربة والموارد المائية بجامعة القاهرة أبعاد الحملة الظالمة التي تشنها اثيوبيا علي مصر التي تعيش علي خمسة في المائة من مساحتها الكلية بينما باقي أرضها قفر جفاف. ومع ذلك تتهمها اثيوبيا كذبا بانها تسرق مياه النيل وتهدرها في زراعة الارز,وتعطي المياه إلي الاغنياء فقط دون فقراء الفلاحين,علي حين تتحصل إثيوبيا علي3% فقط من مواردها المائية, وكلها ادعاءات غير صحيحة تكذبها دراسات منظمة الاغذية والزراعة التي تظهر بوضوح, أن موارد اثيوبيا من المياه المتجددة للانهار تبلغ120 مليار مترمكعب في العام, بخلاف مواردها من الامطار التي تقرب من ألف مليار,تمكن الشعب الاثيوبي من ان يعيش علي80% من مساحة ارضه وليس علي5% كما هو الحال في مصر, فضلا عن تمتع إثيوبيا بتسعة أحواض انهار تضم اكثر من14 نهرا ورافدا أقامت عليها12 سدا حتي الان,تجعل اثيوبيا علي قمة دول القارة الافريقية في الثروة الحيوانية(100 مليون رأس) وتمكنها من ان تكون من العشرة الكبار في العالم في إنتاج الاغذية العضوية عالية القيمة التصديرية,بينما تستكثر علي مصر55 مليارمتر مكعب حصة ثابتة لا تتغير, يعيش عليها90 مليون نسمة يذهب أكثرها للري دون ان يدفع الفلاحون قرشا ثمنا للمياه. وبسبب هجوم مياه البحر علي سواحل الدلتا يضطر المصريون إلي زراعة مليوني فدان من الارز تم خفضها إلي مليون فدان لتثبيت التربة في منطقة يتهددها خطر الملوحة,ومع تمام تنفيذ سد النهضة(لاقدر الله)سوف تخسر مصر مساحات واسعة من أراضيها تتحول إلي اراض بور بسبب نقص المياه, كما سوف تتعرض كثير من اراضيها للتصحر بما يزيد حجم الفجوة الغذائية التي تصل الان إلي حدود55% للتجاوز80%, وذلك يعني باختصار تهديد الامن القومي في مصر بما يلزمها الدفاع بكل الوسائل عن حقوقها المائية المشروعة,التي تؤكدها قواعد القانون الدولي وكل اتفاقات الانهار المشتركة. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد