في مفاجأة غير متوقعة كشف تقرير الاتجاهات الاقتصادية والاستراتيجية الصادر عن مركز الدراسات السياسية بالأهرام أن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لايدرج اسوان ضمن محافظات الحدود رغم انها محافظة الحدود مع السودان. ورغم انها تنطوي علي فرص هائلة للتنمية في مجالات صيد وتجهيز وتعليب الأسماك وتصنيع الأحجار والمعادن النفيسة إلي جانب السياحة التقليدية وسياحة المنتجعات الممكنة علي شواطئ بحيرة ناصر. التقرير الذي خصص ملفا كاملا لمحافظات الحدود البحر الأحمر وجنوبسيناء والوادي الجديد ومطروح ناقش المواقع الاقتصادية وفرص وآليات التنمية المطلوب لإدماجها في الاقتصاد الوطني وتقرير تكاملها الاقتصادي مع باقي مناطق الجمهورية. وذكر التقرير في البداية ان مساحة المحافظات الحدودية تشكل نحو79% من إجمالي مساحة مصر حسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لكن المساحة المأهولة بالفعل في تلك المحافظات تبلغ294و120.2و8343و2101و1679 كيلو مترا مربعا في كل من البحر الأحمر والوادي الجديد ومطروح وشمال سيناءوجنوبسيناء بالترتيب. ما يعني أن أغلب مساحات تلك المحافظات غير مأهولة بالسكان ما يساعد علي جعلها مناطق رخوة بالنسبة للأمن القومي المصري حيث يجعلها الفراغ معبرا محتملا للتجارة غير المشروعة وتمرير السلاح والمخدرات من الخارج فضلا عن تهريب الاثار والسلع المدعومة والعملات الحرة من الداخل والخارج والأمر الذي يشكل أحد مصادر الخطورة علي الأمن والاستقرار في مصر. لكن الوضع يصبح أشد خطورة ونقطة ضعف كبيرة ينبغي معالجتها بصورة فعالة وحاسمة في المناطق التي توجد فيها تهديدات خارجية كما هو الحال في محافظتي شمال وجنوبسيناء المتاخمتين لحدود فلسطينالمحتلة التي يوجد علي أرضها الكيان الصهيوني في الجانب الأكبر من تلك الحدود بينما يشغل قطاع غزة الجزء الصغير المتبقي وهو قطاع تسيطر عليه حركة حماس المتحالفة مع الإخوان, ومؤخرا ادخلت محافظة مطروح ضمن المناطق الحدودية الخطيرة بسبب تجارة السلاح القادم من ليبيا بصورة غير مشروعة والذي صار عاملا من عوامل تهديد الأمن والاستقرار في مصر. أما عدد السكان في المحافظات الحدودية فقد بلغ في ابريل2013 نحو338 ألف نسمة في البحر الأحمر ويمثلون نحو40% من مجموع سكان مصر, ونحو2225 ألف نسمة في الوادي الجديد يشكلون نحو03% من سكان مصر ونحو421.5 ألف نسمة في مطروح يشكلون نحو5% من مجموعة السكان و4192 ألف نسمة في شمال سيناء يمثلون نحو5% من سكان مصر وفي جنوبسيناء1779 ألف نسمة يشكلون نحو2% من اجمالي السكان. ليبلغ مجموع سكان تلك المحافظات نحو158 مليون نسمة يشكلون نحو19% من مجموع سكان مصر, وتتسم تلك المحافظات بكونها مناطق صحراوية بعيدة عن وادي النيل ودلتاه برغم اختلاف طبيعة كل محافظة عن الأخري, فمحافظتا جنوبسيناء والبحر الأحمر يغلب عليهما الطابع الجبلي مع شريط ساحلي سهلي ضيق ومحافظتا شمال سيناء ومطروح تغلب عليهما السهول الصحراوية القابلة للزراعة في حالة توافر المياه, ومحافظة الوادي الجديدة متنوعة بين السهول الصحراوية والهضاب والجبال. والمعروف ان محافظتي مطروح وشمال سيناء تتمتعان بإمكانات زراعية كبيرة لو تمت زراعة المساحات الشاسعة القابلة للزراعة منها والتي تندرج ترتيبها تحت الرتب الأولي والثانية والثالثة. كما تتسع محافظة الوادي الجديد للزراعة باستخدام المياه الجوفية في زراعات ملائمة وامكانية التوسع الزراعي من خلال وسائل ري موفرة للمياه. ومن المؤكد ان التنمية الزراعية التي يمكن تحقيقها في المحافظات الحدودية سوف ترتبط بتربية الماشية والثروة الداجنة المعتمدة علي التغذية من الانتاج الزراعي في تلك المناطق.