إسلام آباد وكالات الأنباء: انصاع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني لقرار المحكمة العليا الباكستانية وقرر المثول أمامها غدا للادلاء بشهادته حول تورط رئيس البلاد وكبار المسئولين في جرائم فساد. وفي تصعيد للأزمة السياسية التي تعيشها إسلام آباد, هددت المحكمة بتوجيه تهمة ازدراء القضاء لرئيس الوزراء الذي تواجه حكومته أيضا ضغطا من الجيش بشأن مذكرة غامضة حول سعيها لنيل مساعدة أمريكية لتجنب انقلاب مزعوم العام الماضي. وجاء في المذكرة التي أصدرتها هيئة المحكمة العليا التي تضم سبعة قضاة أنه في هذه الظروف ليس أمامنا خيار سوي إصدار مذكرة موجبة, وأنه يجب علي رئيس الوزراء المثول شخصيا أمام المحكمة يوم19 يناير الحالي. ومن جانبه, قال جيلاني في كلمة نقلتها علي الهواء القنوات الاخبارية الباكستانية إنه يحترم المحكمة وإنه سيمثل أمامها حسبما هو مطلوب غدا الخميس, موضحا أنه ليس ضد أي مؤسسة وأنه يحترم المحاكم دائما. ولم يتسن الحصول علي الفور علي تفاصيل النص النهائي لكن مقاطع بثها الراديو الحكومي أشارت إلي أن الحكومة تحاول تجنب أي تصعيد في التوتر مع الجيش والمحكمة العليا. وعلي الرغم من أن أمر المحكمة يخص جيلاني يقول معظم المراقبين أن الهدف الحقيقي للمحكمة هو الرئيس زرداري. ويمثل أمر المحكمة تصعيدا في معركة البقاء التي تخوضها الحكومة والتي تتعرض خلالها لهجوم مزدوج من جانب الجيش بسبب المذكرة ومن جانب المحكمة العليا بسبب تنفيذ عدد من الأوامر القضائية الصادرة خلال العامين الماضيين. وفي تطور أخر, كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن أنه في ظل العلاقات المتدهورة بين واشنطن واسلام آباد, فإن البلدين يسعيان لتطبيع العلاقات مجددا. وأشارت الصحيفة إلي أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أبلغت خلال مكالمة مع نظيرتها الباكستانية هينا رباني خير خلال الشهر الحالي علي الخط الأحمر باستراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما أوباما لمكافحة الإرهاب, موضحة أن الولاياتالمتحدة تحتفظ بالحق في مهاجمة من يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي الأمريكي في أي مكان في العالم. ومن جانبها أكدت خير أن خط باكستان الأحمر هو انتهاك سيادتها, وأن أي طائرة غير مسموح بها في أجوائها سيتم إسقاطها. ويبحث البرلمان الباكستاني ما وصفه جيلاني بمراجعة شاملة لشروط التعاون مع الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي في أفغانستان. كما نقلت الصحيفة عن مسئول باكستاني عسكري رفيع المستوي قوله لقد جمعتنا أوقات مجيدة, مشيرا إلي حلقات التعاون المخابراتي والعسكري بين البلدين في ملاحقة تنظيم القاعدة ومسلحين من جماعة طالبان.