منذ أن قال الشعب المصري كلمته يوم30 يونيو وحتي اليوم تدور أكبر ماكينة لصناعة الأكاذيب وترويج الشائعات. وقد بلغت قوة اندفاع ماكينة الأكاذيب والشائعات حد نسج روايات عن اغتيال الفريق أول عبد الفتاح السيسي والادعاء بأن من يظهر في الاجتماعات والعروض العسكرية مجرد بديل يشبه الرجل إلي حد كبير ثم بدأت الشائعات تأخذ منحي خطيرا بتصعيد منهج التخويف والترهيب والزعم بأن البلد ستحترق إذا أصرت الدولة المصرية علي مواصلة إجراء الاستفتاء علي الدستور قبل أن يصدمهم الإقبال الجماهيري الكاسح والنتيجة الساحقة بإقرار الدستور لتبدأ ماكينة الأكاذيب والشائعات في الهلوسة بالحديث عن25 يناير المقبل كموعد لإنجاز ثورتهم المزعومة التي ستعيد لهم شرعيتهم الموهومة! ولست أنكر علي أصحاب هذه الماكينة الموتورة دوافع تورطهم المشبوه في إطلاق مثل هذه الأكاذيب والشائعات بعد فقدانهم لكل أوراق التواصل مع غالبية هذا الشعب الرافض لكل أشكال الفوضي والعنف والإرهاب ولكنني أعجب لانزلاق بعض المنابر الإعلامية بوعي أو دون وعي باتجاه تأكيد بعض هذه الأكاذيب من نوع القول بأن الشباب كان غائبا عن طوابير الاستفتاء وتلك كذبة تتجاوز كل حدود الافتراء لأن شباب مصر في القري والمدن قال كلمته بذات الهمة التي ميزت إقباله علي جميع الاستفتاءات والانتخابات في السنوات الأخيرة وبدرجة أكبر.. اللهم إذا كان البعض يريد اختصار شباب مصر في بعض نشطاء الفضائيات! ولست أريد أن انزلق إلي تفسيرات خبيثة تربط بين ماكينة صناعة الأكاذيب وبعض المنابر الإعلامية ولكنني أتمني علي الجميع مجرد التدقيق في سيل الأكاذيب والشائعات وعدم التسليم بها كحقائق تستوجب الدراسة إلي حد أن يتبني هذا الاتجاه بعض الوزراء للأسف الشديد.. وإذا كان لي أن أضيف ملاحظة أخيرة في هذا السياق فهي الرجاء بأن يقتدي بعض أهل النخبة والحكم بوعي رجل الشارع البسيط الذي كشف لعبة الشائعات والأكاذيب من تلقاء نفسه... حزينا أقول ذلك ولكن ما باليد حيلة! خير الكلام الشك مطلوب ولكن بشرط عدم اصطدامه مع اليقين! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله