للشاعر الفارسي عمر الخيام.. قصيدة ترجمها أحمد رامي.. وغنت أم كلثوم بعض أبياتها. يقول عمر الخيام في شطر من أبياتها: إذا مت ظمآنا.. فلا نزل القطر.. أي أنه إذا مات عطشانا.. فإنه يتمني أن يموت البشر مثله عطاشي.. ليس فحسب.. بل الزرع والضرع وكل الكائنات الحية التي لا تحيا إلا بالماء ينزل به المطر.. قمة القبح في الأنانية.. وقمة البشاعة في الدعاء علي الغير وتمني الخراب والموت لكل حي! صوت بعيد من الماضي.. عبر به الشاعر عن خاطر شرير عصف بوجدانه.. وقفت عنده طويلا أتأمل.. وكأني به يتكلم بلسان حال الاخوان.. في وقتنا الحاضر.. ويصف ويعبر عن تصرفاتهم طبق الأصل.. فهم يقولون مثله.. إذا أفلت كرسي الحكم من بين أيدينا.. فلا يجلس عليه أحد سوانا.. ليس فحسب بل في سبيل الوصول إليه.. نفعل ما نتمني وهو تخريب بلدنا وتدمير وطننا.. نحرق ونقتل.. ونهدم المعبد المقدس علي رءوسنا.. وعلي رءوس الجميع. قمة الأنانية والبشاعة في الدعاء علي مصر وأهلها.. ولكن وبعيدا عن السياق العام للقصيدة أو الرباعيات ثاب الشاعر القديم إلي رشده.. وفي خاطر سريع استرد فيه عقله.. أعلن الندم علي الخاطر الشرير الذي أصاب عاطفته.. فإذا به يعلن وقلت معاذ الله.. قالها ثانيا ومكفرا عما تمناه لغيره.. وما لا يتمناه لنفسه. وأقول لهذه الشرائح الضالة من الاخوان.. كفاكم تدميرا وتخريبا وحرقا ونهبا.. وهدما لمصر علي رءوسنا ورءوسكم.. فإن الكرسي لا يساوي نقطة دم واحدة تنزف من مواطن بريء.. والفرصة أمامكم سانحة.. في أن تقولوا لا وانتخابات الرئاسة آتية.. والكرسي شاغر.. فرشحوا من تريدون وتوبوا وقولوا.. معاذ الله. د.سعد واصف مصر الجديدة