منذ أول افلامه الجزيرة ونحن نعلم بأننا أمام فنان يتمتع بموهبة فنية حقيقية في طريقها للانطلاق! وهو ما أكده في أدواره التي قدمها في السينما مثل الثلاثة يشتغلونها وبدل فاقد ويا انا يا هو وإبراهيم الأبيض أو بالتليفزيون في فرقة ناجي عطا الله مع عادل إمام ومسلسل الشك في رمضان الماضي! انه الفنان نضال الشافعي الذي يؤكد في كل دور بأنه وصل إلي حالة من النضج الفني في اختياراته وأدواره التي يلعبها!. ولعل آخر أفلامه جرسونيرة مع غادة عبدالرازق ومنذر ريحانة يؤكد ذلك, فماذا قال عنه؟. { جرسونيرة فيلم تدور احداثه في مكان واحد وحول ثلاث شخصيات رئيسية. ألا تراها مغامرة؟ بالتأكيد التجربة مثيرة ومخيفة فهي مثيرة لأن بها مقومات جديدة ومختلفة عن أي عمل سبق تقديمه من قبل وهو ما جعلني متحمسا جدا للعمل. بالاضافة الي عنصر الاثارة الذي يضمنه الفيلم ففيه3 ممثلين فقط لمدة ساعتين.. هل سيتقبل الجمهور ذلك أم أنه سيتسرب إليه الملل! أما التخوف لأن الفيلم يدور في ديكور واحد ويتضمن إيقاعا يحمل رؤية المخرج.. هل سيفيد الفنان والعمل أم أنه سيكون بطيئا ومملا. والحمد لله ان الفيلم ابتعد عن ذلك وجاءت التجربة جيدة. { المشاهد لم يتسرب إليه الملل وذلك امر يحسب لمخرج العمل هاني فوزي؟ بالفعل كل من شاهد الفيلم قال لي ذلك وهذا أمر يحسب لمخرج العمل الذي أراه تحدي نفسه في هذا الفيلم وكسب الرهان وجعل الاسرة المصرية تعود لمشاهدة الفيلم معا في السينما. وأنا سعيد بالعمل معه ومع النجمة غادة عبدالرازق ومنذر ريحانة. { قاطعته وقلت له: ولكن كان هناك تخوف من أن يحمل الفيلم بعضا من مشاهد الإغراء ولكنه تجنب ذلك؟ الفيلم لا يتضمن أي مشهد يخدش حياء الاسرة المصرية لذلك فأنا أراه تحديا استطاع هاني جرجس أن يكسبه. { كانت هناك مباراة فنية في التمثيل بين ثلاث شخصيات العمل أنت وغادة ومنذر ريحانة فهل كان هناك تنافس بينكم؟ يضحك ويقول: بالفعل كنا نتباري في التمثيل ونأخذ رأي بعضنا في بعض المشاهد فإذا رأت غادة شيئا إضافيا تقوله لي والعكس الي أن استطعنا أن نصل إلي مرحلة من التوافق نستطيع أن نفهم بعضنا بمجرد النظر بالعين فقط,! خاصة أن هذا الفيلم قمنا بتصويره لمدة شهر متواصل من9 صباحا الي12 ليلا. ويضيف نضال أذكر مشهد ضربي غادة بالكف أنه لم يكن مكتوبا ولم تكن تعرف غادة أنني سأضربها! ولكن في أثناء تصوير المشهد وانفعالنا وجدت نفسي اضربها فنظرت إلي وهي تشكرني بعينيها علي فعل ذلك!. لأن المشهد يستحق ذلك ولم يتوقف التصوير بل أكملنا المشهد. وانا بصراحة أرفع لها القبعة. { الفيلم يركز علي أن الخوف قد يدفع الفرد الي طريقين مختلفين أما أن يظهر علي طبيعته أو يتصرف عكس ذلك لاعتبارات أخري وهو ما ظهر في شخصية سامح التي قدمتها؟. كثير من الأفراد عندما يتعرضون لضغط الخوف يكون رد الفعل مختلفا عما يقولونه من كلام مرسل, وهو ما حدث مع شخصيات العمل. فسامح كانت لديه حسابات يخشي علي ضياعها فمكانته الاجتماعية كسفير وخوفه علي أولاده هو ما دفعه حتي اذا كان هناك محاولة لإنقاذه كان سيرفضها. { الفيلم قدم ثلاثة نماذج مشوهة داخل المجتمع فهل يحمل الفيلم اسقاطا لما يحدث في المجتمع المصري؟ بالفعل الشخصيات الثلاث لنماذج مشوهة داخل المجتمع فهناك البلطجي الذي يقوم بسرقة الآخرين والسيدة التي تعيش علي فكرة اقتياد الفاسقين وسامح الشخصية المشهورة للجمهور والمجتمع وكل شخصية بداخلها متناقضات وتحمل وجهين وهو أمر يحدث في مجتمعنا فالجميع يقول عكس ما يظهر والنتيجة لا يوجد شخص هو الفائز. انتقد البعض نهاية الفيلم وانها قد تكون مأساوية؟ بالعكس أنا أراها نهاية موفقة فهو لم يحدد انهم ماتوا بل ترك الخيال للمشاهد هل ماتوا؟ أم لا؟ وذلك أمر جيد. { تشارك في الجزء الثاني لفيلم الجزيرة والكثير من الجمهور يرفض فكرة الأجزاء فكيف تري الأمر؟ أولا أنا سعيد جدا بعملي في الجزيرة وبتعاوني مرة أخري مع مكتشفي المخرج شريف عرفة وأخي الكبير أحمد السقا خاصة انهما قدماني في دور فضل شقيق أحمد السقا والدور ترك بصمة لدي الجمهور. ولكن بالنسبة للأجزاء فصناع الفيلم لم يكن مخططا لهم في اثناء تقديم الجزء الأول ان يقدموا الجزء الثاني رغم أن نهاية الفيلم لم تكن توضح هل هرب منصور الحفني أم لا؟ ورغم ذلك أعلنوا عدم وجود جزء ثان. ولكن بعد6 سنوات والتفكير مرة أخري لتقديم الجزء الثاني منه فهذا يعني أن هناك متغيرات وأفكارا جعلت مؤلف العمل يغير رأيه. ويضيف: جميع شخصيات الفيلم ستتطور بشكل أعمق والصراعات ستكون أقوي فالجزء الثاني أكثر دسامة من الأول.