حزب الحرية والعدالة انبثق من جماعة الإخوان المسلمين, وظهر الحزب الذي تأسس بعد ثورة 25 يناير المجيدة بمظهر ديمقراطي تشير إليه تصريحات رئيس الحزب وكبار الأعضاء فيه. ربما آمن أعضاء جماعة الإخوان بأن الديمقراطية التي تعني أن الشعب هو الذي يحكم, هي الطريق السوي للممارسة السياسية, بعد أن كان أحد المرشحين السابقين للجماعة يسخر من كلمة ديمقراطية, فيبدل أحد حروفها لتصبح كلمة أخري بعيدة عن المعني الحقيقي, وتبعث علي الضحك. ربما آمن جميعكم بأن كل المواطنين متساوون, ولا فرق بين مسلم وقبطي في دولة الديمقراطية, وإن كانت هناك فروق فهي تظهر أمام الله سبحانه وتعالي وليس أمام البشر, فالجميع علي أرض الوطن مواطنون, مسلمون ومسيحيون ويهود وبهائيون, حتي من لا دين له, من حقه أن يعامل بنفس المعاملة, وهذا جوهر الديمقراطية, لقد أعلن الإخوان بطريقة ضمنية أنهم نبذوا معاداة الديمقراطية, وربما اعتذروا بطريقة ضمنية أيضا عن قولة المرشد العام السابق في حق مصر, هذا شئ جميل أن يتبني الحزب المنبثق عن جماعة الإخوان هذا الفكر الحديث الذي يقدم الطمأنينة إلي أبناء الوطن جميعا. ولكن هناك شيئا واحد قد يقف عائقا أمام تصديق المواطن لعبارات الديمقراطية والحرية, وللشعار المكتوب في لافتات وملصقات حزب الحرية والعدالة, العائق هو شعار جماعة الإخوان التي هي الأم للحزب الوليد, يتكون شعار جماعة الإخوان المسلمين من صورة المصحف, وتحته سيفان متقاطعان, وتحتهما كلمة وأعدوا وهي علي حسب ما أعلم أول كلمة في الآية القرآنية التي نصها هو وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل, ترهبون به عدو الله وعدوكم. شئ جميل أن توضع صورة المصحف في شعار جماعة إسلامية دعوية, ولكن يوجد سؤال مهم أوجهه إلي أعضاء حزب الحرية والعدالة الذي انبثق عن الجماعة, وهو يقوم بعمله السياسي تحت مظلتها, السؤال هو إلي من تعدون القوة أيها الأخوة؟ هل إلي منافسيكم في الأحزاب الأخري؟ هل تعدونها لليبراليين؟ أم للسلفيين؟ أم للصوفيين؟ هل توجهونها للأقباط؟ أم للناصريين أو اليساريين؟ قد يقول قائل إننا حزب الحرية والعدالة لا نضع هذا الشعار ولنا شعار آخر, أما السيفان فهما شعار الجماعة الأم. هذا صحيح, فأنتم تظهرون شعار الحزب: نحمل الخير لمصر وتضعون هذه العبارة تحت صور ميزان العدالة, ولكن شعار السيف وإعداد القوة كامن خلف شعار حزبكم, وهذا شئ طبيعي. نصيحتي إلي إخوتي أعضاء جماعة الإخوان المسلمين هي أن يبتكروا لهم شعارا جديدا مليئا بالحب لأهلهم أبناء بلدهم, شعارا يتناسب مع وظيفتهم وهي الدعوة, وليتركوا شعار السيف وإعداد القوة للهيئة المكلفة بالدفاع عن الوطن, وهي الجيش, يمكن أن يكون شعاركم الجديد آية قرآنية أخري تقدم الخير والمحبة والأذرع المفتوحة إلي أبناء الوطن علي اختلافهم. إذا سمحتم لي فسأقترح عليكم آية الشعار وانا مسيحي ولست خبيرا مثلكم في الآية المناسبة, ولكنني أقدم اقتراحي وهو الآية التالية: أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة, ويمكن اختصارها إلي ادع إلي سبيل ربك لتوضع تحت صورة المصحف واتركوا السيوف وإعداد القوة, مع أطيب تمنياتي لكم يا إخوتي.