قليلة الأصوات الجميلة في حديقة الغناء العربي وكلما اختفي صوت منها او رحل اتسعت مساحات الوحشة وتسللت الغربان وسكنت الحديقة الجميلة. .وفي الفترة الأخيرة اختفي صوتان جميلان احدهما بسبب المرض والآخر بسبب السياسة..الأول هو جورج وسوف وهو صوت جبلي ممتع وكان عبد الوهاب يحب غناءه ويتحدث عنه كثيرا وقد شاهدته في احدي الحفلات علي الشاشة اخيرا وكان وجهه شاحبا تبدو عليه اعراض المرض..اما الصوت الثاني الذي اختفي وهو في قمة تألقه فهو فضل شاكر وهو من الأصوات بالغة الحساسية والتفرد انضم شاكر الي احدي الفرق الجهادية في لبنان وترك لحيته وتبرأ من كل ما قدم من غناء ويقال انه حمل السلاح وبدأ رحلة الجهاد ومطلوب امام القضاء في جرائم قتل..ولو ان فضل شاكر اراد الجهاد حقا فلديه سلاح آخر وهو فنه وكان يستطيع ان يقدم باقة فريدة من الغناء الديني الصوفي الرفيع وكلنا مازال يذكر اغنيات وموشحات الراحل الكبير محمد الكحلاوي بعد ان قدم اغنيات كثيرة وافلاما متعددة اتجه الي الغناء الصوفي واسعدنا كثيرا بما قدم..لقد غير كثير من الفنانين مسار حياتهم بعضهم انسحب تماما من الساحة مثل حسين صدقي ومنهم من لم يكتب غناء عاطفيا مثل احمد شفيق كامل صاحب انت عمري لسيدة الغناء العربي ولكن لم نجد احدا منهم يحمل السلاح ويقرر ان يجاهد بالرصاص كما فعل فضل شاكر..ان الفن الجميل حوار مبدع بين الإنسان والخالق سبحانه وتعالي يري فيه عظمة الكون وعظمة خالقه..هناك شعراء انسحبوا من الأضواء والبريق والمناصب وعاشوا مع انفسهم يعبدون الله كل علي طريقته ابتداء بابن عربي وابن الفارض والبوصيري والمرسي ابو العباس رضوان الله عليهم كان منهم من تولي المناصب الكبري وعرف الأضواء ومنهم من عاش بعيدا عن الناس وكتب اجمل القصائد الصوفية لتعيش في وجدان البشر..كان الأولي بالمطرب اللبناني صاحب الصوت الجميل ان يقدم غناء جميلا يدعو للحق والفضيلة لأن سلاح الفن لا يقتل ولا يسيل الدماء وهو اكثر تأثيرا وبقاء من اي سلاح آخر..القتل لا يمكن ان يكون طريقا للجمال والله هو الجمال لمزيد من مقالات فاروق جويدة