منذ عدة سنوات.. بدأت تطل برأسها في برامج التوك شو.. علي شاشات الفضائيات المصرية.. ثم تطورت واستفحلت في عام..2013 وصارت حالة تستوجب مشرط الجراح في العام..2014 ومن هنا تحولت لنظرية تستوجب تكاتف الجميع لوضع حد لها.. تلك هي نظرية المذيعة الريسة!! ابتكار مصري خالص.. تمنح فيه المذيعة اي مذيعة لنفسها لقب ريسة.. ريسة للجميع.. لفريق الإعداد, وطاقم العمل بدءا من المخرج.. ومدير القناة أحيانا.. وفي أحيان أخري صاحب القناة.. ونحن هنا لا نتحدث عن إعلام.. سمه أي مسمي آخر غير الإعلام.. فالإعلام علم له أصول وقواعد ليس منها علي الإطلاق أن تتحول المذيعة إلي قائد للفرق التي تعمل وراء الكاميرا..! الصحافة كما نعلم جميعا.. مقروءة, أو مسموعة, أو مرئية.. لب العمل التليفزيوني.. وضمنا برامج التوك شو.. لا شكل المذيعة.. ولا هيئتها.. ولا ملابسها.. الأصل هو المحتوي الصحفي الذي تقدمه تلك المذيعة.. وبما أن معظم مذيعات تلك البرامج لم تدرسن الصحافة بفروعها.. فقد تحول الأمر عند بعضهن إلي أزمة نفسية من تلك المهنة التي يجهلنها.. ورغبة منهن في إثبات تفوق وهمي علي العاملين بها.. بارتداء ثوب الريسة!! الأزمة تبدأ حيث يتحدث المال.. عندما توقع مذيعة علي عقد بمئات الآلاف شهريا دونما سبب موضوعي تمتلك فورا القوة والجرأة اللازمة لاعتلاء منصة القيادة.. في غيبة رؤية واضحة للقناة, بمديرها بصاحب رأس مالها.. وبمساندة قوية من الشركات المعلنة التي استفحل دورها في برامج التوك شو.. فتقود البرنامج في الطريق الذي تريد.. اتصلوا لنا بفلان.. او نزلوا لنا الفيديو الفلاني.. أو مين معانا يا جماعة.. وكل الأوامر السابقة, خروج علي مهنية العمل الإعلامي.. فلا إعداد أي برنامج يعمل تحت رئاسة الست الريسة.. ولا هي مؤهلة للقيام بدور الإعداد.. فالإعداد صحافة لها معايير يقوم بها مسئول الإعداد.. القائد الصحفي الحقيقي في غرفة التحكم.. أو الكنترول روم.. وهو قائد ل الست الريسة أيضا.. والظهور علي الشاشة استكمال لدور الصحافة, له معايير مغايرة تماما.. أما عملية تقطيع المشاهد والخروج لفواصل وغيرها من تفاصيل فنية.. فهي مسئولية دينامو البرنامج في غرفة التحكم, المخرج.. القائد الفني والأخير لخروج البرنامج بشكله الذي يراه المشاهد علي الشاشة.. وهو أيضا قائد ل الست الريسة! الست الريسة' علاقتها برئيس القناة اي قناة تحكمها وعي هذا الرئيس وقدرته كإعلامي محترف.. يفهم دوره ومهنته وقدراته.. وبما أن معظم رؤساء القنوات ليسوا إعلاميين.. بمعني أنهم من غير دارسي الإعلام.. أو ممن لم يكن الإعلام مهنتهم الأصلية.. فإنهم يقعون بسهولة فريسة لشركات الإعلان التي تدعم' الست الريسة'.. وهنا يصبح لا صوت يعلو فوق صوتها.. أما ملاك القنوات فهم بلا استثناء بعيدين كل البعد عن فهم مفردات العمل الإعلامي.. فينبهر صاحب القناة عندما تدب معركة بين ضيفين.. علي طريقة برنامج' الاتجاه المعاكس'.. ويا حبذا لو اشتبك الضيفين بالإيدي.. معتبرا هذا نجاح ل'الست الريسة'.. التي صنعت مجدا يحسب بعدد المرات التي يتم فيها تناقل مقاطع' الخناقة' علي صفحات التواصل الاجتماعي.. وفي تلك اللحظة يكون الشعار المجد ل'الريسة'!! تلك الحالة التي تفشت طوال عام..2013 في رأيي.. أوشكت علي الانتهاء.. إن لم يكن باختيار وإرادة العاملين علي تلك القنوات.. سيكون رغما عنهم.. ففي عام2014 سوف تتشكل مؤسسات مهمتها متابعة العمل الإعلامي وتقييمه.. وسوف يسحب البساط.. إما تدريجيا, أو فجأة من تحت أقدام شركات الإعلانات.. التي تشكل عامل ضغط سلبي علي الصحافة التليفزيونية.. أما العامل الآخر الذي يضغط بشكل غير معلن.. فهو الشركات الخاصة لتققيم نسب مشاهدة البرامج والمحطات.. وهي شركات غير محايدة لمصلحة تحكمها في التقارير التي تصدرها.. وتلك قصة نحكيها في المرة القادمة!