تصاعدت في عام2013 المخاوف والتحذيرات من فيروس كورونا الجديد الذي ينتمي إلي نفس العائلة التي ينتمي إليها فيروس سارس وهو ما ضاعف القلق العالمي تجاه ظهور هذا الفيروس عقب اكتشاف اول اصابة به في السعودية. إلا ان العالم لم ينتظر طويلا لمعرفة ما إذا كان هذا النمط الجديد من الفيروس يمتلك مايكفي من العدوي والفتك التي تجعله يحمل اسم وباء مثل سارس وإنفلونزا الخنازير. خاصة مع حجم الاصابات التي توقفت عند حاجز144 حالة غالبيتهم في الاراضي السعودية منها62 حالة وفاة حتي نهاية عام.2013 ووسط تأكيدات منظمة الصحة العالمية علي عدم رصد أية حالات جديدة وعدم تطابق التركيب الجينيي بين الفيروس المكتشف حديثا وسارس. فيروس كورونا هو واحد من عائلة الفيروسات التاجية التي تهاجم الجهاز التنفسي العلوي محدثة به إلتهابات من خفيفة إلي متوسطة أومايعرف بنزلات البرد والأنفلونزا المعتاد. وتظهر أعراض العدوي عقب فترة وجيزة من حضانة الفيروس تمتد2 4 أيام, بشكل بسيط وخفيف كمثيلتها الموسمية من حيث الاحتقان والم الحلق والحنجرة وصداع وارتفاع بالحرارة والتي تستمر لعدة أيام كما يختبر المريض الإحساس بتكسير في الجسم ووجع العضلات والميل للسعال والرشح.ويعتبر الاشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والصدر المزمنة أو نقص بالمناعة أو كبار بالسن هم الفئة الأكثر عرضة للسيناريو الأسوأ للمضاعفات كالالتهاب صدري والفشل الكلوي وتنتقل العدوي الجديدة بسهولة عن طريق الرذاذ الحامل للفيروس والايادي الملوثة. هذه المخاوف من مواجهة مرض جديد ربما ساعد موسم الحج المنقضي علي تبديدها بعد مروره بسلام دون ان يكون وسيطا لحدوث نفس الاصابة أثناء تجمع الحجيج.وتجدر الاشارة الي ان مواسم الحج السابقة تجاوزت اختبار وباءين خلال السنوات العشر الماضية أولهما سارس في عام2003, وأنفلونزا الخنازير عام2009, ولكن الفرق هذه المرة أن السعودية كانت هي البؤرة الرئيسية لانتشار فيروس كورونا. وتشير الاحصائيات الطبية الي تسبب الكورونا في نسبة تترواح من10% إلي30% من جميع نزلات البرد الشائعة مستهدفة في المقام الأول الجهاز التنفسي العلوي والجهاز الهضمي من الثدييات والطيور. وحتي الآن لا يوجد لقاح خاص للفيروس ولاتوجد له مضادات معينة غير تلك المستخدمة للإنفلونزا الموسمية باعتبار'الكورونا'' نوعا من أنواع الإنفلونزا الموسمية. وهو ما يجعل من الالتزام بتناول مقدار كاف من الماء والسوائل والراحة الوسيلة الفعالة لمكافحة العدوي.