روشتة الوقاية من رعب كورونا

بعد انفلونزا الطيور والخنازير والماعز، جاء فيروس «كورونا» ليشكل خطرا جديدا على الصحة فى العالم كله حيث سجلت معظم الحالات فى السعودية والباقى فى قطر والأردن والإمارات وتونس وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.
وحذرت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا يشكل خطرا على العالم كله وإذا لم تتم السيطرة عليه فى المملكة العربية السعودية فسوف ينتشر من خلال الحجاج الذين يقصدون البقاع المقدسة وان العالم كله سيصاب بالفيروس، وهو ما أدى إلى إعلان حالة الاستعداد القصوى فى وزراة الصحة المصرية.
ورغم أن الكورونا فيروس شائع فى جميع أنحاء العالم وهى تُسبِّب نزلات البرد عادة.ولكنَّ فيروسَ الكورونا الجديد سَبَّب ما بين أبريل2012 إلى مايو عام2013 مرضا فى الجهاز التنفسى لأربعة وثلاثين بالغا من ستة بلدان وهى المملكة العربية السعودية وقطر والأردن والمملكة المتَّحدة والإمارات العربية المتحدة وفرنسا واشتملت الأعراضُ على الحمَّى والسعال وضيق التنفُّس. وتُوفِّى 20 شخصاً من بين الحالات الأربع والثلاثين. كما أصيبت حالتان بمرض تنفسى خفيف، وتعافى المريضان تماماً.
و يختلف هذا الفيروسُ عن الفيروسات المكللة الأخرى التى أصابت البشر، و سببت لهم الأمراض. كما يختلف عن فيروس كورونا الذى سبَّب السارس (المرض التنفسى الحاد الشديد) فى عام 2003. ولكن كما هى الحال مع السارس، يعد فيروس الكورونا الجديد هو الأكثر مشابهة للكورونا الموجودة فى الخفافيش. ولا يزال الباحثون يحاولون معرفةَ مصدر الفيروس وكيفية انتشاره.
وسائل الوقاية
يقول الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للشئون الوقائية إن اعراض الكورونا تتشابه مع أعراض الانفلونزا وفى معظم الاحيان تكون الأعراض بسيطة ونادرا ما يتسبب فى بعض المضاعفات فى صورة التهاب رئوى خاصة عند كبار السن ومرضى القلب والرئة وذوى المناعة الضعيفة وذوى الأمراض المزمنة.
وأضاف أن أعراض المرض تتمثل فى ارتفاع فى درجة الحرارة وسعال وصداع ورشح بالانف واحتقان بالانف وألم بالعضلات وتصل إلى التهاب شديد بالجهاز التنفسى، لافتا إلى أن الفيروس ينتقل للشخص المخالط للمصاب وتابع انه لا توجد اجراءات وقائية للحجاج والمعتمرين فى هذا الشأن ولكن يتم اتخاذ الاجراءات الوقائية العامة مثل استشارة الحجاج من كبار السن وذوى الأمراض المزمنة للطبيب المعالج قبل السفر مباشرة لتحديد الاجراءات الواجب إتباعها كما يجب الإكثار من غسل اليدين بالماء و الصابون وإذا لم يتوفر الماء والصابون فيجب استخدام مطهر لليدين يحتوى على الكحول.
كما يجب تجنب ملامسة العينين والأنف والفم لأن الجراثيم تنتقل بهذه الطريقة ويجب تجنب مخالطة الشخص المصاب عن قرب.
وشدد على ضرورة الحصول على جميع اللقاحات اللازمة و زيارة مقدم الرعاية الطبية قبل أربعة أو ستة أسابيع من السفر للحصول على اللقاحات أما بالنسبة إذا كان الشخص مصابا بفيروس الكورونا فيجب أن يغطى فمه بمنديل ورقى عند العطاس أو السعال ثم يتخلَّص من المنديل فى سلة المهملات وتجنب التواصل مع الاشخاص الآخرين للوقاية من العدوى.
ونصح قنديل المصريين بضرورة زيارة مقدمى الرعاية الصحية اذا أُصيب بالحمى وظهرت عليه أعراض مرض فى الجهاز التنفسى السفلى مثل السعال أو ضيق التنفس فى غضون عشرة أيام من سفره إلى أحد بلدان شبه الجزيرة العربية أو أحد البلدان القريبة منها.
ومن جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إن ظهور هذا الفيروس يلقى اهتماما عالميا كونه أحد التحديات الرئيسة التى تواجه كل الدول المتأثرة به فضلا عن سائر الدول فى جميع أنحاء العالم الأمر الذى دعا وزارة الصحة فى السعودية إلى الاعتراف بخطورة هذا التحدى وطلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية لتقييم الوضع وتقديم المشورة والتوصيات التى من شأنها الإسهام فى التصدى لهذا الفيروس.
وأضافت أنه أتيح لنا أن نلم ببعض جوانب هذا المرض فلا ينبغى أن ننسى أنه مرض جديد وأن ثمة فراغات فى معرفتنا بطبيعة المرض تستلزم حتما بعض الوقت ليتسنى لنا ملؤها مشيرة إلى أنه مما أمكن التوصل إليه حتى وقتنا الراهن أن هذا المرض يتسبب فى الإصابة به فيروس ينتمى إلى ما يعرف بمجموعة فيروسات كورونا وهى العائلة التى ينتمى إليها أيضا فيروس سارس مؤكدة أن هذا الفيروس الجديد مختلف عن فيروس سارس انما انتماءهما إلى العائلة ذاتها من الفيروسات قد ضاعف القلق الذى أثاره ظهور هذا الفيروس الجديد.
يضرب المسنين خصوصًا
ولم تخف منظمة الصحة العالمية وقوع إصابات منذ عام 2012 وأنها لم تكن تعلم على وجه اليقين أين يعيش هذا الفيروس، موضحة ان الإصابة بهذا الفيروس قد تؤدى لدى الكثيرين إلى الإصابة بالالتهاب الرئوى لكنها لا تعلم نسبة الإصابة بالفيروس.
وقد لاحظت المنظمة أن أكثر الذين تعرضوا للإصابة حتى وقتنا هذا هم من الرجال المسنين وغالبيتهم يعانون بعض الاضطرابات الصحية لكن لم يتسن لهم تفسير ذلك، وما إذا كان هذا النسق فى الإصابة سيتغير بمرور الوقت أم لا. وأوضحت أنه توجد هناك عوامل أخرى كثيرة لم تستوعبها بعد فمثلا كيف يصاب الأشخاص بفيروس كورونا وهل تنتقل العدوى إليهم من الحيوانات أم من الأسطح التى تحمل الفيروس وهل للفيروس القدرة على الانتقال من شخص إلى آخر، مؤكدة أنها ليست على دراية كاملة بمدى انتشار هذا الفيروس سواء فى بلدان المنطقة أو غيرها من المناطق حول العالم.
وأعلنت المنظمة عن استعدادها لمد يد العون لجميع بلدان هذه المنطقة وجميع المناطق حول العالم فيما يتعلق بهذه المهام، مشيرة إلى أن هناك بعض الأسئلة التى ما زالت بحاجة إلى إجابات مؤكدة أن هناك أسبابا تكمن وراء اكتشاف حالات إصابة جديدة فى السعودية والمضى فى تعزيز نظام الترصد الصحى والقدرات المعملية وكذلك الشبكة التى تربط المعامل الصحية بعضها ببعض.
وقالت إن تجمع نحو أربعة ملايين شخص فى البقاع المقدسة بالمملكة العربية السعودية التى تعمل على مكافحة الفيروس القاتل يحمل مخاطر صحية كبيرة ونبهت منظمة الصحة العالمية أن يشكل خطرا على العالم كله، وإذا لم تتم السيطرة عليه فى المملكة العربية السعودية ثم انتشر من خلال الحجاج الذين يقصدون البقاع المقدسة فإن العالم كله سيصاب بالفيروس.
وقد سجلت حالات إصابة بفيروس كورونا فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وفى كل هذه الحالات عاد المصاب من الشرق الأوسط أو كان على اتصال بشخص عاد من هناك وأشارت إلى أن السلطات فى المملكة العربية السعودية طلبت مساعدة منظمة الصحة العالمية للتعامل مع الوضع وأنها تملك تجربة فى الوقاية من انتشار الأوبئة والأمراض خلال موسم الحج.
كما أشارت إلى احتمال أن يكون الفيروس منتشرا فى دول أخرى دون علم السلطات فيها لأنها لا تجرى فحوصات ومراقبة مثلما تفعل السعودية.
وأطلق العلماء على الاصابة بفيروس كورونا اسم «متلازمة الالتهاب الرئوى الشرق أوسطي» لانتشاره الواسع فى منطقة الشرق الأوسط والتى تشير إلى أن السعودية هى أكثر الدول تأثرا بالفيروس.
وأكد الدكتور عبد العاطى عبد العليم رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى بالصحة ازدياد معدلات الإصابة بفيروس «كورونا» وتحوله إلى وباء مشيراإلى أن الوزارة أعلنت حالة الاستعداد القصوى لتجنب انتشاره فى مصر مع توفير وزارة الصحة لأجهزة كشف الفيروس بالمعامل المركزية.
وأوضح أن الوزارة قامت بعمل بحث على 174عينة من الحجاج القادمين من المملكة العربية السعودية العام الماضى، مؤكدا سلبية العينات كما تمت تقوية نظام الترصد للأنفلونزا بعدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية وتعريف الحالة للوافدين إلى مصر وخاصة المنتشر بها الفيروس وعمل تحليل ومسح حلق وكذلك توفير أدوية «الانترفلو» الخاصة بمكافحة الفيروسات.