مما لا شك فيه أن قرار فض الاعتصام بميداني رابعة والنهضة, وقرار اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية, كان كلاهما بناء علي مطلب جماهيري وطني ملح طال تطلع الغالبية العظمي من المواطنين اليه, وكان الترحيب والارتياح بصدورهما بالغا, رغم ما شابه الإصدار من تأخر! أما عن التنفيذ الفعلي, فكان فض الاعتصام مثلا رائعا في الجسارة والمهارة والحرفية, خاصة في ميدان رابعة, وإن كان هناك تحفظ لدي البعض علي ما بعد الفض والقبض علي العديد من قياديي ومتزعمي الاعتصام البارزين, ويرجع التحفظ إلي ما سمي بالخروج الآمن للآلاف, إذ كان الخروج سهلا ميسرا متعجلا( ربما أكثر من اللازم) دون ترحيلهم إلي مكان آخر يسمح فيه باستكمال أي إجراءات احترازية لازمة, لعل أهمها تسجيل بياناتهم الشخصية من واقع بطاقات الرقم القومي لمراجعتها والكشف عنهم( ولو فيما بعد), للتأكد من مدي أنشطتهم, بل والتوقيع منهم علي إقرارات بعدم تكرار التظاهر أو الإعتصام خاصة أن بعضهم كان يرفع يديه بعلامة النصر استخفافا وتحديا واستفزازا, بينما كان هناك آخرون كثر من الخارجين تبدو عليهم مظاهر الانهزامية والانكسار والمسكنة( والله أعلم بالنيات وما بداخل النفوس!) وليس من المستبعد إن يكون بعض هؤلاء وأولئك إن لم يكن أغلبهم قد انضموا لمثيري القلاقل والمخلين بالأمن, ومرتكبي جرائم الحرق والتدمير وإزهاق الأرواح. ومع تزايد البغض والكراهية والعداء تجاههم جراء ما يرتكبونه من جرائم, يتساءل المرء: أليس في صفوف الجماعة حاليا من ما زال في رؤوسهم بقية باقية من عقل, ليحسوا بتلك المشاعر ويعلموا أسبابها؟ أليس في قلوبهم قطرة دم تنبض بحب الوطن والحرص علي سلامته فتدفعهم إلي الكف عما يفعلون, أو الانشقاق عن الجماعة والخروج منها مثلما فعل من قبل رجال شرفاء وعلماء أجلاء, كانوا من القيادات, نراهم ونسمعهم ونقرأ لهم وهم يكشفون خبايا الجماعة وأساليب العمل داخلها, ويدللون علي مثالبها, وذلك من أجل توعية وتبصير المغيبين عن الحقائق المريرة! أخيرا.. قطعا ستزداد مشاعر الارتياح والترحيب باعتبار الجماعة منظمة إرهابية إذا ما بذلت المساعي بنجاح في توصيل رسالة بذلك إلي الخارج ونشرها إعلاميا بحرفية. أما بالنسبة للداخل فستزداد المشاعر أكثر وأكثر إذا ما نفذ القانون دون تردد أو تهاون, ودون أن يلحق في التنفيذ أي شوائب أو نقائص أو تحفظ( وإذا ما أحس المواطنون بذلك في الفترة المتبقية علي الاستفتاء علي الدستور, فسيكون تدافعهم أكثر وأكثر إلي الصناديق للتوقيع علي كلمة نعم فمصر فيما هي فيه الآن, أمانة في أيدي من يمسكون بمقاليدها ومعهم الشعب الذي يجب عليه أن يتحمل مسئولية المشاركة!! جلال إبراهيم عبد الهادي مصر الجديدة