لا يعيب عملية فض الاعتصامين التي تمت بدرجة عالية من الحرفية وبأقل كلفة بشرية ممكنة وفي زمن قصير لم يستغرق اكثر من يوم واحد, رغم ان عدد المعتصمين جاوز عشرين ألفا. سوي هروب جميع قيادات جماعة الاخوان في الساعات الاخيرة من الاعتصام, لكن الخروج الآمن لعشرات الآلاف من المعتصمين في رابعة العدوية شيوخا ورجالا وشبابا ونساء في طوابير أمنة, معظمهم من الشباب دون المساس بكرامة فرد واحد, بينما لقي عجائزهم عون الشرطة هو شهادة فخر للشرطة المصرية, لانها ألتزمت بما وعدت به ولم تلاحق ايا من هؤلاء. ولأن المعتصمين في النهضة كانوا أقل عددا واقل استخداما للخرطوش والرصاص الحي لم تقع اية خسائر بشرية ذات بال بين المعتصمين خلال عملية فض الاعتصام ذاتها, لكن بعض الخسائر وقعت خارج منطقة الاعتصام, غير ان الامر اختلف مع اعتصام رابعة العدوية الذي بادر فيه المعتصمون في اللحظة الاولي لعملية فض الاعتصام الي اطلاق الرصاص الحي علي ضباط الشرطة من فوق اسطح العمارات المحيطة بمسجد رابعة ليسقط اربعة ضباط دفعة واحدة, ومع ذلك اظهرت الشرطة مزيدا من ضبط النفس, وحافظت علي التزامها باستخدام قنابل الغاز ومدافع المياة وكاسحات التحصينات.., والمؤسف ان تخرج تصريحات المسؤلين الغربيين, الامريكيين والبريطانيين والالمان والفرنسيين في جوقة منظمة تعزف لحنا واحدا كاذبا, يتجاهل عملية الخروج الامن التي تمت في رابعة العدوية, ويتجاهل اصرار الجماعة علي ترصد رجال الشرطة وقتلهم قبل فض الاعتصام, ويطالب بتعليق المعونات العسكرية الي ان يؤكد( جنرلات مصر) صدق ألتزامهم بإقامة ديمقراطية صحيحة!.., واذا كان الامر قد بدأ بالدنمارك التي أعلنت تعليق مساعداتها, فالاكثر احتمالا ان يتبع ذلك تعليق المعونات الاوروبية والأمريكية, لكن الأمر المؤكد أن الجنازة الحارة التي ينصبها الغرب أسفا علي ضياع سطوه جماعة الاخوان في مصر, تكشف للجميع ان الغرب خسر عميلا مهما وذخرا استراتيجيا خطيرا وطرفا ضالعا في بناء مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تبدد دخانا في الهواء. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد