علي الرغم من عدم الاستقرار السياسي الذي عاشت فيه مصر خلال عام2013, فإن حصاد النشاط الأدبي خلال العام لا يعكس هذا الأمر, وقد يكون ذلك من واقع أن أي تغير يشكل دافعا للمبدع لاستلهام الجديد في أعماله. ومع ذلك فإنه يمكن القول إن الحدث الأدبي الأكبر في عام2013 كان سلبيا ألا وهو رحيل الفاجومي أو الشاعر أحمد فؤاد نجم في الزفير الأخير للعام, وبالتحديد في الثالث من ديسمبر عن عمر ناهز84 عاما, كما شهد العام نفسه أحداثا أخري لنجم حيث حصل علي وسام الفنون من الرئيس عدلي منصور, وكذلك حصل علي جائزة الأمير كلاوس الهولندية, ليكون نجم هو صاحب الأفراح والأحزان في العام المنقضي. وعلي صعيد الإصدارات الأدبية, شهد عام2013 صدور العديد من الأعمال التي رفعت راية تحدي الأثقال السياسية الراهنة, في مقدمتها السيرة الذاتية للدكتورة رضوي عاشور التي صدرت تحت عنوان أثقل من رضوي, وفيها تقص رضوي الكثير عن نفسها وأهلها وأحبابها وثورتها مما انتظره عشاق إبداعها كثيرا. ومن أبرز ما صدر في2013 رواية نادي السيارات للدكتور علاء الأسواني, كما أصدر إبراهيم عبد المجيد روايته الإسكندرية في غيمة ليكمل ثلاثيته الروائية السكندرية, والتي لا يزال الباب مفتوحا لتتحول إلي رباعية, حيث توقف في ثلاثيته عند عام1977, كذلك أصدر طارق إمام روايته ضريح أبي التي دخل فيها إلي عالم التصوف كاشفا الكثير مما يخفي عن البعض فيه. وبروايته المرحوم سجل حسن كمال اسمه في عام2013, وهي رواية ستعد من علامات تاريخه الإبداعي, فقد نجح في صنع عالم واقعي خيالي من داخل المشرحة وذلك العامل الليلي الذي نجح المؤلف من خلاله في دخول عالم الموتي لمعالجة قضايا الحياة, وعن الموت أيضا أصدر محمد أبو الدهب مجموعته القصصية نصوص الأشباح. ومن الوجوه الشابة الواعدة التي كان لها حضور لافت الروائي أحمد مراد بروايته الفيل الأزرق كذلك حصول روايته فيرتيجو علي جائزة البحر المتوسط أرفع جائزة أدبية إيطالية, وأيضا شريف صالح الذي صدرت مجموعته القصصية بيضة علي الشاطئ بعد أن حصل بها علي جائزة دبي الثقافية لعام2010-2011, وأصدر القاص الشاب وحيد فريد مجموعته القصصية محمد منير, ومن الإصدارات المهمة التي صدرت هذا العام, رواية ماندرويلا للكاتب أحمد الفخراني وهي تدور في عالم مثير يتراوح بين الحلم والواقع والخيال, أما عمرو الجندي, فقد صدرت له رواية313 التي ابتعد فيها عن الدخول في عالم الجريمة علي الرغم من نجاحه في الكتابة عنه في عمليه السابقين. هذا إلي جانب عشرات الإصدارات الأخري التي لا يتسع المقام لذكرها, ولكنها تعبر عن حراك ثقافي بعيدا عن أتون السياسة المشتعل. ولم يختلف الحراك الثقافي في مجال الجوائز عنه في مجال الإصدارات, فقد شهد عام2013 ارتفاعا نسبيا في معدلات توزيع الجوائز الأدبية في مصر, وكانت البداية مع جائرة ساويرس في شهر مارس, وقد فاز بجوائزها مجموعة من المبدعين الكبار والشباب, فقد فاز بجائزة أفضل عمل روائي لكبار الأدباء إبراهيم فرغلي عن روايته أبناء الجبلاوي, وفاز إبراهيم داود بجائزة أفضل مجموعة قصصية عن مجموعته الجو العام فرع كبار الأدباء. وفاز بجائزة أفضل رواية لشباب الأدباء رواية عكس الاتجاه لياسر أحمد, وفاز بالمركز الأول لأفضل مجموعة قصصية لشباب الأدباء محمد رفيع عن مجموعته أبهة الماء. وفاز الشاعر أحمد حداد بجائزة أحسن ديوان شعر عامية في معرض القاهرة الدولي للكتاب مطلع هذا العام عن ديوانه بشويش, وفاز الشاعر جرجس شكري بجائزة أحسن ديوان بالفصحي عن ديوانه تفاحة لا تفهم شيئا بينما فازت عن الذي يربي حجرا في بيته للطاهر شرقاوي بجائزة الرواية, وامرأة أسفل الشرفة لمحمد إبراهيم طه بجائزة أفضل مجموعة قصصية. وقد صعدت رواية مولانا من تأليف إبراهيم عيسي إلي القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية التي تضم ست روايات, وقد فاز بها في النهاية الروائي الكويتي سعود السنعوسي, عن روايته ساق البامبو. وكعادته في كل عام, كان للمجلس الاعلي للثقافة وجود أساسي بإشرافه علي توزيع جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية جائزتيالتفوق والنيل, وقد فاز محمد العون بجائزة الرواية التاريخية ومحمد الفخراني عن المجموعة القصصية, ومفرح كريم عن ديوان شعر, و رجب سعد السيد خليفة عن الترجمة في أحد مجالات الاعمال الابداعية في العلوم الانسانية, وعادل البطوسي اسكندر عن المجموعة الشعريةأحلام وعصافير مجموعة شعرية للاطفال, بينما حصد جائزة النيل في الآداب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي. وقد كان للمبدعين المصريين نصيب الأسد في جائزة دبي الثقافية للإبداع في دورتها الثامنة بفروعها المختلفة, ففي فرع الرواية فاز ميسرة الهادي السيد عن روايته النحت في صخور المساس بالمركز الأول, ومصطفي سيد عبد العظيم عن روايته سفر المرايا, بالمركز الثالث, وفي فرع القصة القصيرة فازت أمل السيد محمد عن مجموعتها أم سيد الجارية بالمركز الأول, وأيمن حسين عبد المنعم عن مجموعته مقام الفتح بالمركز الرابع. وفي فرع الشعر فاز محمد هشام مصطفي عن ديوانه ثم لم يأتنا الماء بالمركز الرابع, وفي فرع التأليف المسرحي فاز علاء محمد سعد زغلول عن نصه أولمبيا طريق الشمس بالمركز الثاني, وعبيد عباس عبيد علي عن نصه سيرة نهارية للظلام بالمركز الرابع.