في تطور جذري لسياسات الصين الجديدة مع حلول عام2014, وافق البرلمان الصيني رسميا أمس علي تخفيف سياسة الطفل الواحد التي تطبقها منذ عشرات السنين وإلغاء ما يطلق عليه السجون السوداء أو نظام معسكرات إعادة تأهيل السجناء المثير للجدل. وتأتي هذه الإصلاحات التاريخية في ختام اجتماعات اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الوطني والتي استمرت لمدة ست ساعات بعد وعود قطعها الحزب الشيوعي الحاكم في جلسته الكاملة الثالثة الشهر الماضي بهذه الإصلاحات عقب اجتماع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الحاكم قام فيها برسم سياسة البلاد للسنوات العشر المقبلة. وبموجب السياسات الجديدة سيسمح للزوج والزوجة بأن يكون لهما طفلان إذا كان أحدهما طفلا وحيدا, وذلك بعد أن كان لا يسمح للزوجين بإنجاب طفل إلا إذا كان كلاهما طفل وحيد. ويشكل هذا القرار خطوة كبيرة في تليين سياسة الابن الواحد المطبقة منذ عام1979 للحد من النمو السكاني في البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم, ويهدف هذا التعديل إلي التصدي لمشكلة شيخوخة السكان مع انخفاض ملحوظ في معدل الخصوبة بالبلاد منذ عشر سنوات. وتقول السلطات إن هذه السياسة سمحت بتجنب زيادة تبلغ400 مليون نسمة للسكان. من جانب آخر, أسدلت اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الوطني الستار علي جانب مظلم من تاريخ الصين استمر لأكثر من خمسين عاما, بالموافقة علي إلغاء نظام معسكرات العمل أو ما يطلق عليه في الصين اسم لاوجياو والمطبق منذ عام.1957 ويخول هذا النظام للشرطة سلطة إصدار الحكم علي صغار المجرمين بالبقاء لما يصل إلي أربع سنوات في معسكرات للعمل دون المرور علي محاكم, وذلك بوصفه أسلوبا سريعا للتعامل مع المجرمين, ولكن سرعان ما أسيء استخدامه. وقالت منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي إن السلطات الصينية تعتمد بشكل متزايد علي السجون السوداء وهي عبارة عن مراكز إعادة تأهيل إجبارية لمدمني المخدرات ومراكز غسيل المخ. وقدر تقرير للامم المتحدة عام2009 عدد المعتقلين بموجب هذا النظام ب190 ألف شخص.